تفاجأ المواطنون، منتصف نهار أمس الأول، بانهيار سقف مصلى من البناء الجاهز بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، في حادثة تعد الثانية في ظرف أقل من شهر و تدفع للتساؤل عن مدى مطابقة هذه المرافق للمعايير، بمدينة لا يزال العشرات من سكانها يؤدون صلواتهم في العراء، و هو وضع مُرشح للتأزم أكثر أمام قرب الترحيلات و تأخر المشاريع المبرمجة.
الحادثة وقعت قبل حوالي ساعة من صلاة الجمعة على مستوى مسجد البناء الجاهز بالوحدة الجوارية 18، حيث تفاجأ من كانوا داخله بسقوط السقف المصنوع من الخشب فوق رؤوسهم و امتلاء الأرضية بمياه الأمطار، التي تهاطلت بقوة أول أمس، حيث تدخلت مصالح الحماية المدينة لمعاينة المكان و تم إخلاؤه من الزرابي و الأغراض، التي وجدناها أمس مرمية في الخارج بعد أن ابتلت جميعها، كما لاحظنا أن عمال المقاولة التي أسند لها مشاريع المساجد الجاهزة بعلي منجلي، قد بدؤوا في بناء أعمدة معدنية لإسناد السقف و منع سقوط أجزاء أخرى منه.
سكان الوحدة الجوارية 18 عبروا لنا عن استيائهم الشديد مما حصل، خاصة بعد أن تسببت الحادثة في تسرب المياه و الهواء البارد عبر الثقوب، و هو ما منع البعض من أداء صلواتهم، مطالبين الجهات المسؤولة بضرورة الإسراع في إنجاز مسجد اختيرت أرضيته منذ عدة سنوات، لكن الأشغال به لم تنطلق بعد لأسباب يجهلونها. و قال محدثونا أنه من غير المعقول أن يستمروا في أداء الصلوات داخل منشآت هي في الأصل مؤقتة، حيث أصبحوا يجدون صعوبة كبيرة في صلوات الجمعة أين تمتد صفوف المصلين إلى الخارج، ليلجأوا نتيجة لذلك إلى وضع صفائح معدنية خارج أسوار المسجد لحماية المواطنين من مياه الأمطار. و قد عُدنا للوحدة الجوارية 14 التي شهدت منذ حوالي شهر حادثة مماثلة، و وجدنا أن أشغال وضع الأعمدة المعدنية بمصلى البناء الجاهز شارفت على الانتهاء، حيث أكد لنا مواطنون و أعضاء لجنة المصلى، أن الانهيار تسبب في وقف تدريس القرآن للأطفال و منع الكثير من المواطنين و خاصة كبار السنة، من أداء صلواتهم بشكل منتظم، و هو ما جعلهم يطالبون السلطات المحلية بالإسراع في مشروع المسجد الذي وُعدوا به، سيما و أن حيهم في أمس الحاجة لمنشأة دينية مثل هذه، للمساهمة في بث روح التسامح و التآخي بين مرحلي حيي فج الريح و وادي الحد.
و ينذر الوضع بمصليي البناء الجاهز المتبقيين بوقوع انهيارات بهما أيضا، حيث لاحظنا على مستوى الوحدة الجوارية 17، بداية انفصال الصفائح الخشبية عن السقف و حدوث تسربات مائية، دفعت بالقائمين على المسجد إلى الاستعانة بدلاء صغيرة لمنع تبلل الزرابي، و هو وضع أكد لنا مواطنون بالوحدة الجوارية 19 أنه لا يختلف كثيرا بمسجدهم الجاهز، الذي وجدناه صباح أمس مغلقا و لم نتمكن من الوقوف على حالته. أما بباقي الأحياء التي لم تستفد من هذه المنشآت الأربعة التي كلفت مجتمعة 8 ملايير سنتيم بمعدل ملياري سنتيم لكل مسجد، فقد لجأ المواطنون إلى بناء مصليات صغيرة من الطوب، أمام النقص الكبير المسجل في المساجد بمدينة تتميز بكثافتها السكنية المرتفعة و ستشهد في الأشهر المقبلة ترحيلات جديدة، قد تدفع بمئات المواطنين لأداء صلواتهم في العراء، مثل الوضع المسجل قبل حوالي سنتين و الذي كان سببا في إنشاء مساجد البناء الجاهز كحل مؤقت يبدو أنه سيكون دائما، خصوصا أمام تعطل المشاريع البرمجة. مدير الشؤون الدينية اعترف بأن مياه الأمطار كشفت عن عيوب خفية بمصليات البناء الجاهز الأربعة الواقعة بالمدينة الجديدة علي منجلي، لكنه أوضح بأن هذه العيوب سيتم تداركها من قبل المقاولة، و قال أن استلام هذه الهياكل لم يكن نهائيا بل مؤقتا، نظرا لطابعها الاستعجالي الذي أنشئت من أجله، مضيفا بأن هناك مشاريع لإنجاز 8 مساجد بعلي منجلي، لم تتجسد بعد بسبب عدم إتمام الإجراءات الإدارية، ليؤكد بأن الأشغال سوف تنطلق بها في أقرب الآجال بالتنسيق مع المصالح التقنية و البلدية، و ذلك بهدف سد العجز في دور العبادة بهذه المدينة، التي يتم حاليا توجيه المحسنين لإنجاز مساجد على ترابها.
ياسمين.ب
