يشهد وسط مدينة عنابة إنزالا غير مسبوق في الأيام الأخيرة، تزامنا مع اقتراب عيد الفطر المبارك، حيث تكتظ كل الشوارع ليلا و نهارا سيما مع تخفيف إجراءات الحجر و الترخيص للبيع بالتجوال لكسر الأسعار.
و في جولة للنصر بمحيط سوق الحطاب و شارع ابن خلدون إلى غاية حقل مارس، كانت كل المحلات تدخل الزبائن بالدور، مع تشكل طوابير بالخارج، خاصة بمحلات الملابس النسائية و الأطفال و كذا بيع العطور، إلى جانب عرض الألبسة و السلع بالأرصفة و المساحات الخارجية، مع إقبال غير مسبوق للمواطنين، خاصة العائلات التي تتسوق مع أطفالها و التي فضلت تجارة الأرصفة لانخفاض الأسعار مقارنة بالمحلات ، حيث وصلت التخفيضات إلى بيع ألبسة بـ 500 و 200 دج، وجد فيها أصحاب الدخل الضعيف ضالتهم .
النصر اقتربت من البعض، حيث عبروا في حديثهم إلينا أن فتح المجال للتجارة بالتجوال، جعلهم يستطيعون إيجاد الأسعار التي تناسبهم في ظل موجة الغلاء و كثرة المصاريف و الأعباء في شهر رمضان، لأن الأسعار في المحلات مرتفعة و قد بدأت في النزول خاصة مع الترخيص للبيع بالتخفيض.
و قالت سيدة « لدي 3 أطفال و راتب زوجي لا يكفي لمصاريف البيت ، نحاول البحث عن ألبسة تكون أسعارها منخفضة لاقتناء كسوة جديدة في العيد، و قد و جدنا فارقا في السعر بين الباعة المتجولين و المحلات يقارب النصف».
فيما قصد مواطنون آخرون المحلات التجارية بحثا عن الجودة، إلا أنهم أبدوا عدم رضاهم على الأسعار، خاصة ألبسة الأطفال التي وجدوها مرتفعة، حيث قال أحدهم « سعر ألبسة الأطفال هذه السنة أكثر ارتفاعا من ألبسة الكبار، أنا اشتريت حذاء رياضيا لابنتي البالغة من العمر 14 سنة بـ 6500 دج و آخر بـ 3500 للطفل الثاني وعمره 6 سنوات».
وقد فضلت عديد العائلات اقتناء ألبسة العيد قبل دخول شهر رمضان، تفاديا للازدحام .
من جهتها المساحات الكبرى الخاصة ببيع ألبسة البالغين، تعرف إقبالا هي الأخرى مع اعتماد التخفيضات، منها المختصة في بيع الماركات العالمية حيث يجد فيها الزبائن الفرصة لاقتناء الملابس و الأحذية التي كانوا لا يستطيعون شراءها لغلاء ثمنها و تراوحت نسبة التخفيضات ما بين 20 إلى50 بالمائة، فيما يعتبر كثيرون هذه التخفيضات غير حقيقية وتمويهية.
و الملفت هذه السنة، هو عودة الحركية التجارية ليلا، حيث تكاد تكون جميع المحلات التجارية مفتوحة إلى غاية الواحدة صباحا، و شجع على ذلك إنزال المواطنين عليها، حتى الباعة المتجولين، كان لهم دور في استقطاب الزبائن و عرض سلعهم فوق الطاولات بأسعار «تنافسية».
حيث أرجع تجار خفض الأسعار لدى الباعة المتجولين، إلى إخراج سلع ضخمة كانت مخبأة في المخازن لدى تجار الجملة، وجدوا في مناسبة العيد فرصة لبيعها حتى برأس مالها. حسين دريدح