أكد، أمس السبت، رئيس مشروع الطريق السيار العلمة- جن جن، رشيق بلعدوي، أن الانتهاء رسميا من الأشغال سيكون قبل نهاية سنة 2024، وبالتالي فإن هذا الإنجاز الهام سيدخل حيز الخدمة بعد أكثر من سنتين من الآن، وهذا بالرغم من كون الأشغال قد انطلقت منذ شهر مارس من سنة 2014.
وأرجع مسؤول المشروع، في تصريح لإذاعة سطيف، سبب التأخر الحاصل إلى العراقيل الكثيرة التي صادفت الطريق من بداية الأشغال، خاصة من الجوانب المالية والتقنية وحتى المتعلقة باعتراضات المواطنين، ممن أبدوا رفضهم لإجراءات نزع الملكية الخاصة بالقطع الأرضية أو المساكن التي يمتلكونها، ويمر عليها هذا الطريق الإستراتيجي.
وأضاف رئيس المشروع أن نسبة الأشغال حاليا بلغت نسبة 50 بالمائة، مع تجنيد الجهات الوصية كل الموارد البشرية وحتى المالية في سبيل تدارك التأخر المسجل، من خلال مضاعفة عدد العمال في مختلف الورشات، بدليل تحسن سير الأشغال في الأشهر الماضية -حسب قوله- مقارنة بما كانت عليه في السابق.
ومن الأسباب التي كانت وراء التأخر المسجل، أوضح رئيس مشروع الطريق السيار، أن إجراءات نزع الملكية معقدة وتتطلب وقتا طويلا مع ملاك الأراضي، مع تسجيل مشاكل تقنية تتمثل أساسا في تسجيل انزلاقات التربة على المسار الذي يمر عليه الطريق، وهو ما يستدعي في كل مرة إعادة الدراسات لتغيير المسار، مشيرا في الوقت نفسه أن الجهة المكلفة بالمشروع سجلت صعوبات جمة في الانتهاء من الأشغال التي تمر عبر إقليم بلدية الدهامشة بولاية سطيف، بسبب الاعتراضات الكثيرة المسجلة من قبل المواطنين، وقد بلغت الأشغال نسبة متطورة جدا بهذه النقطة، وصلت إلى 90 بالمائة، وهي حاليا في مرحلة التسطيح قبل الشروع في عملية التزفيت، يضيف ذات المتحدث.
ومن أهم الأشغال المنجزة لغاية الآن على مستوى الطريق، تحويل الأسلاك الكهربائية ذات الضغط العالي في 43 نقطة كاملة، وتحرير 23 نقطة من الموارد المائية وهدم 157 مسكن من مجموع 228 مسكنا، وتحويل قنوات الغاز في 15 نقطة مع تحويل شبكة الألياف البصرية.
و أضاف المتحدث بأن مجهودات كبيرة تبذل لتحرير رواق المشروع بتهديم 175 مسكنا من أصل 228، و تحرير 23 نقطة خاصة بالموارد المائية في انتظار 13 أخرى، و كذا تحويل الأسلاك الكهربائية ذات التوتر العالي المتوسط والمنخفض في 43 نقطة في انتظار استكمال 24 نقطة متبقية، فضلا عن تحويل قنوات الغاز في 15 نقطة في انتظار 4 متبقية، إلى جانب تحويل شبكة الألياف البصرية، مشيرا في النهاية أن نسبة تقدم الأشغال متفاوتة بين ولاية و أخرى ومن مقطع إلى آخر، وذلك حسب التضاريس وحجم العراقيل المسجلة في كل منطقة.
للإشارة يمتد هذا المشروع الإستراتيجي الاقتصادي الهام من مدينة العلمة بولاية سطيف إلى غاية ميناء جن جن بمدينة جيجل، على مسافة إجمالية قدرها 110 كلم، ويمر عبر ثلاث ولايات، وهي سطيف بمسافة 50 كلم وولاية ميلة بمسافة 15.5 كلم وأخيرا ولاية جيجل بمسافة 45 كلم.
أحمد خليل