الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق لـ 16 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

سكيكدة: بوساطور .. قرية منسيّة بين الحروش وسيدي مزغيش


يناشد سكان قرية بوساطور في بلدية الحروش، والي ولاية سكيكدة، التدخل من أجل فك العزلة عنهم و تحسين الإطار المعيشي للعائلات و إخراجها من مظاهر التخلف و الحرمان التي تطبع يومياتهم، فيما تؤكد مصالح البلدية على أنها ستتكفل بتعبيد شطر من الطريق، مرجعة مشكلة الماء إلى مديرية الموارد المائية و رئيس دائرة سيدي مزغيش.
بوساطور قرية معزولة تقع على الحدود بين بلديتي الحروش و سيدي مزغيش، حيث تبعد عن الأولى بنحو 10 كلم و الثانية بنحو 2 كلم، غير أن الزائر لها يعتقد في الوهلة الأولى أنها تابعة إداريا لبلدية سيدي مزغيش بحكم القرب الجغرافي، لكن الواقع يثبت العكس و هذا ما جعل السكان يعيشون في متاهة منقسمين بين الانتماء الإداري للحروش و الانتماء الواقعي لسيدي مزغيش.
التوجه إلى القرية ليس بالأمر الهين، بحكم انعدام المواصلات و الكل يتهرب من العمل على هذا الخط بسبب وضعية الطريق، ما استلزم علينا البحث عن سيارة «فرود» و بصعوبة وجدنا صاحب سيارة من معارفنا وافق على نقلنا إلى هناك و هي مهمة كانت شاقة جدا بسبب صعوبة الطريق، حيث استغرق قطع مسافة 10 كلم حوالي ساعة من الزمن.
و بمجرد وصولنا، كشفنا عن هويتنا و شرع السكان مباشرة في سرد معاناتهم التي تأتي على رأسها مشكلة الطريق الذي يربط القرية وصولا إلى الحروش، خاصة في الشطر الموصول بالطريق الرئيسي على نحو 3 كلم الذي هو عبارة عن مسلك ترابي به مطبات و حفر و منعرجات يصعب على أي وسيلة نقل أن تسير عبره و تزداد الصعوبة أكثر في فصل الشتاء، حيث يتسبب الوضع، حسب ما ذكره السكان، في عزل المنطقة عن العالم الخارجي طيلة أيام.
مواطنون يتطوعون لتعبيد مسالك و «الفرود» للالتحاق بالدراسة
ووصف مواطنون ممن تحدثوا للنصر الطريق بالحيوي، بحكم الطابع الفلاحي للمنطقة، حيث يبقى الفلاحون في حاجة ماسة لتعبيده من أجل تسهيل وصولهم إلى الحقول و المزارع و البساتين، لكن الوضع الحالي جعلهم يتخبطون في مشاكل دائمة، لاسيما في فصل الشتاء حينما يتعذر على التلاميذ الالتحاق بمقاعد الدراسة بسبب عدم صلاحية الطريق و استحالة وصول حافلة النقل المدرسي من الحروش إلى غاية القرية، أما الطرقات والمسالك الداخلية، فكلها تعرف وضعية كارثية حسب ما وقفنا عليه و هو ما دفع السكان إلى المساهمة فيما بينهم لتهيئة بعض المسالك.
و ذكر لنا تلاميذ يدرسون بسيدي مزغيش، أنهم يضطرون أحيانا للجوء إلى سيارات «الفرود» و في بعض الحالات قطع مسافة 2 كلم مشيا على الأقدام نتيجة لافتقار القرية لمدرسة، حيث يدرس أزيد من 60 تلميذا في مختلف الأطوار بمدارس الحروش و سيدي مزغيش و الوضع يتطلب انجاز مدرسة بالقرية على الأقل لتخفيف المتاعب على التلاميذ و الأولياء.
و أوضح ولي تلميذ، بأنهم أصبحوا يلاقون الرفض عند التوجه لتسجيل أبنائهم في مدارس سيدي مزغيش، حيث يطلبون منهم تسجيل أبنائهم في مدارس الحروش بحكم انتمائهم الإداري لهذه البلدية و اعتبروا ذلك إهانة لهم و لا بد من الإسراع في انجاز مدرسة في القرية.
و ضمن السياق نفسه، تدخل مواطن يملك سيارة سياحية، أكد أنه قلما يستعملها في تنقلاته إلا في الحالات الضرورية و يحس حينها و كأنه يحمل جبلا فوق كتفيه خوفا من الأعطاب، أما في الحالات المرضية، فالوضعية تتعقد أكثر في ظل انعدام قاعة علاج، حيث يكون المواطن ملزما بالاتصال بأحد معارفه من القرية ممن يملكون سيارات للتوجه إلى الحروش و أحيانا ينقلون المريض إلى الطريق الرئيسي فوق الأحمرة و انتظار مرور سيارات.
و أثار السكان مشكلة الماء الشروب، حيث تعتمد العائلات على شراء الصهاريج أو جلب الماء من أماكن بعيدة بواسطة الأحمرة و الغريب في الأمر، حسبهم، هو أن المنطقة يتواجد بها خزان مزود بقناة تم انجازه سنة 1994، لكن المشروع بقي مجمدا لأسباب غير معلومة، بينما خزان ثاني بجوار الأول، يزود جزءا من سكان بلدية سيدي مزغيش بانتظام، مطالبين من الوالي التدخل لإيجاد حل للمشكلة بعد عجز سلطات البلديتين عن التوصل إلى اتفاق لتزويد سكان القرية من الخزان الثاني المملوك لبلدية سيدي مزغيش.
التقسيم الإداري يزيد من عزلة القرية
و من حديثنا مع سكان المنطقة، تبين أن القرية تفتقر لشبكة مياه الصرف الصحي، ما جعل حياة السكان تتعقد أكثر و تتسبب في انتشار المياه القذرة و ذكروا أن مصالح مديرية التعمير و البناء، أنجزت بطاقة تقنية لانجاز شبكة للصرف الصحي منذ أزيد من 10 سنوات، لكن الوضع بقي كما هو عليه، متحدثين عن انعدام الإنارة العمومية، ما حرم الشباب من الاستمتاع بالسهرات سواء في فصل الصيف أو في شهر رمضان، ناهيك عن الخوف من الثعابين ليلا.
أما الغاز الطبيعي، فيبقى، حسبهم، حلما رغم مرور أنبوب الغاز بجوار القرية على مسافة لا تزيد عن 1.5 كلم والعديد من العائلات تلجأ للاحتطاب عندما يتعذر حصولهم على  قارورات غاز البوتان.
وأكد مواطنون، أن قريتهم تم تصنيفها كمنطقة ظل، لكنها لم تحظ بمشاريع لتحسين ظروف معيشتهم، مضيفين أنه و بسبب «التهميش»، قاموا بتقديم طلبات لتحويل الانتماء الإداري للقرية إلى سيدي مزغيش، لكن قوبلت بالرفض.
و جدد السكان تأكيدهم على أن أولوياتهم و مطالبهم الأساسية هي تعبيد الطريق الذي من شأنه فك العزلة عنهم و تحسين ظروفهم المعيشية في جميع المجالات.
نائب رئيس البلدية، الهادي بومود، أوضح بأن قرية بوساطور تم تصنيفها كمنطقة ظل ومشكلها الرئيسي يتمثل في الطريق و هناك شطر يمتد على مسافة 400 متر ستتكفل به البلدية و شطر على مسافة 3.7 كلم، تم برمجته مستقبلا بسبب ضعف إمكانيات الجماعة المحلية. أما مشكلة الماء، فقال المسؤول بأن حلها يبقى بيد مديرية الموارد المائية و رئيس دائرة سيدي مزغيش، لانجاز عملية ربط لفائدة سكان القرية من الخزان الذي يزود سكان بلدية سيدي مزغيش.
كمال واسطة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com