سجلت كبرى مستشفيات ولاية سطيف، في اليومين الماضيين، تذبذبا كبيرا في التموين بمادة الأوكسجين، بالنظر للأعداد الكبيرة من المرضى المصابين بفيروس كوفيد 19، ممن يخضعون للعلاج في مصلحة الإنعاش و تستدعي حالاتهم الصعبة كمية كبيرة من هذه المادة الضرورية.
هذه الوضعية الصعبة دفعت بمدراء المستشفيات لإعلان حالة الطوارئ و طلب تدخل الجمعيات الناشطة بهدف توفير الأوكسجين و حتى أجهزة التنفس الاصطناعي، من أجل إنقاذ العشرات من المرضى الذين يتواجدون في وضعية جد حرجة.
و كانت مديرية الصحة على مستوى الولاية، قد اعترفت بوجود خلل في توزيع مادة الأوكسجين لصالح كل المستشفيات، بالنظر إلى الحالات المؤكدة المسجلة في الأيام الأخيرة الماضية، مع التأكيد في نفس الوقت على وجود تشبع في عدد المرضى، ما جعلها تشرع بالتنسيق مع السلطات المحلية، في التشاور حول فتح مراكز صحية جديدة، من أجل استقبال مرضى كورونا و لو بصورة مؤقتة.
و حسب إدارات كل المؤسسات الاستشفائية العمومية، فإن أعداد المصابين قد تطور بشكل مخيف جدا منذ بداية هذا الأسبوع، مع تسجيل العديد من الحالات الإيجابية وسط الأطباء و الممرضين، مشيرة إلى وجود نقص فادح في توفر مادة الأوكسجين، بالنظر إلى الطلب المتزايد عليها، مع عجز الشركات المتعاقدة مع مديرية الصحة على توفير الكمية المطلوبة في التوقيت المناسب.
و سجل مستشفى «صروب الخثير» بمدينة العلمة، في الساعات الماضية، أربع وفيات بسبب مضاعفات كورونا، مع وجود العشرات من المرضى في حالات صعبة جدا، دون احتساب عدد المصابين ممن يخضعون حاليا للعلاج في منازلهم الخاصة.
و أرجع الأطباء هذا الارتفاع الكبير، إلى عدم احترام المواطنين لإجراءات الوقاية، خاصة المتعلقة بارتداء الكمامات و التباعد الجسدي، ما كان سببا في تسجيل ارتفاع مخيف في أعداد المصابين.
و تعقد ولاية سطيف، اليوم، اجتماعا عاجلا مع المدراء التنفيذيين، بهدف النظر في آخر المستجدات الصحية المتعلقة بتطور أرقام المصابين، حيث لا يستبعد اتخاذ قرارات مستعجلة، من بينها دعوة أصحاب الفنادق السياحية لاستقبال المرضى، بالنظر إلى تشبع جميع المستشفيات المتواجدة بعدد من البلديات، مثل: سطيف، العلمة، عين أزال، عين ولمان و عين الكبيرة. أحمد خليل