تشهد ولاية جيجل في الآونة الأخيرة، ارتفاعا في عدد الإصابات بفيروس كورونا، مع ارتفاع الحالات الماكثة في المستشفيات، فيما يشهد الشارع الجيجلي تهاونا في تطبيق الإجراءات الوقائية، خصوصا عبر وسائل نقل المسافرين، حيث لوحظ عدم ارتداء الأقنعة الواقية و تطبيق البرتوكول شكليا أمام الحواجز الأمنية فقط.
المستقل لحافلات نقل المسافرين عبر مختلف الخطوط بمدينة جيجل، يشاهد التهاون الكبير في تطبيق البرتوكول و الإجراءات الوقائية المعمول بها لمواجهة كورونا، حيث أن عددا معتبرا من الركاب لا يضعون الأقنعة الوقائية و من يضعها يكتفي بوضعها على الذقن، أما سائقو وقابضو الحافلات، فالقليل منهم من يتبع الإجراءات الوقائية.
وكانت لنا زيارة ميدانية عبر العديد من خطوط النقل العاملة على مستوى مدينة جيجل، أين وقفنا على تجاوزات بالجملة و خرق صارخ للبروتوكول الصحي و ممارسات لعبة «القط و الفأر»، كون أغلبهم يحاولون تطبيق البروتوكول الصحي عند الحواجز الأمنية أو عند مشاهدة رجال الشرطة، حيث تنقلنا عبر حافلات نقل المسافرين العاملة على خط السكة الحديدية و التجمع السكني الحدادة و قد لاحظنا تفاوتا كبيرا من ناحية احترام الإجراءات الوقائية، إذ يفترض أن يكون العاملون بالحافلات، الأوائل في تطبيق إجراءات السلامة و الوقاية، من ارتداء للأقنعة الواقية و حث الركاب على وضعها كذلك، لكن العديد منهم كان متهاونا لدرجة كبيرة و ما يهمه فقط هو أن تكون الكمامة موجودة عند الراكب، حتى يستطيع وضعها في حالة وجود حاجز أمني.
وقد أخبرنا أحد السائقين قائلا «القليل من يحترم الإجراءات الوقائية، فأغلبهم يضعونها شكليا لمنع معاقبتهم أو تحرير محاضر من قبل مصالح الأمن، نبهت زملائي عدة مرات إلى ضرورة ارتدائها عن قناعة و حث المسافرين على ارتدائها داخل الحافلة، مع احترام التباعد و تعقيم اليدين، لكن لا حياة لمن تنادي»، تنقلنا عبر حافلة و لاحظنا أن القابض لم يتحدث أو يمنع مسافرين لا يرتدون الأقنعة من الركوب، بالإضافة إلى أن أغلبية الركاب كانوا لا يضعونها، سوى بعض النسوة عند المرور بجوار محور دوران بحي موسى، حيث طلب قابض الحافلة من المسافرين وضع القناع و عند الوصول إلى موقف الحافلات بجوار المستشفى، قام بحمل عدد معتبر من المسافرين، كونه يعلم جيدا عدم وجود مراقبة لرجال الشرطة إلى غاية موقف الحافلات المقبل، ليستمر في نفس الطريقة إلى غاية الوصول إلى الموقف المتواجد بحي الحدادة و هو نفس المشهد تقريبا الذي لاحظناه عند باقي الخطوط العاملة عبر حي موسى والوزير. وفي زيارة لنا لبلدية الطاهير، وقفنا على نفس مشهد عدم احترام الإجراءات والقرار الولائي المتضمن عدم تجاوز عدد الركاب 50 بالمائة، بالإضافة إلى تعنت الركاب في عدة نقاط و رفضهم الامتثال لطلبات القابضين.
والملاحظة بالمحطة الشرقية للمسافرين في مدينة جيجل، هو أن جل الراكبين وعند خروجهم من المحطة، لا يضعون الأقنعة الواقية، بالإضافة إلى أن أغلب الحافلات تفتقد للمعقمات الكحولية، مثلما ينص عليه القرار الولائي. و أشار بعض الناقلين، إلى أن المشكل الكبير يكمن في المسافرين الذين لا يحترمون إجراءات الوقاية، حيث وقعت عدة مناوشات بينهم و بين ركاب، مشيرين إلى أنه يفترض على الركاب التمتع بالوعي و اليقظة، بدل إرغامهم و إحراجهم في كل مرة.
وقد شرعت السلطات الولائية و مصالح الأمن و مختلف الهيئات، في تحسيس الناقلين والمسافرين بضرورة ارتداء الأقنعة الواقية وضرورة تطبيق واحترام القرار الولائي رقم 1283 المؤرخ في 17 سبتمبر 2020، المتعلق بالإجراءات التنظيمية المرتبطة بتدابير الوقاية من انتشار الفيروس بوسائل النقل العمومي والخاص، على غرار ارتداء القناع الواقي وعدم تجاوز عدد الركاب 50 بالمائة و وضع المعقم الكحولي في متناول المسافرين.
كـ.طويل