أم البواقي: النصر تقف على تراجع إصابات كورونا بمخبر تحاليل

يسجل، هذه الأيام، القائمون على إجراء التحاليل المخبرية لعينات من المرضى أو المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا بتقنية «بي سي آر»، استقرارا نسبيا في الحالات الإيجابية، أين بدأ مؤشرها يتراجع مقارنة بما كان عليه الحال شهر جويلية، حيث سُجلت أرقام قياسية بسبب إيجابية جل العينات، في فترة بلغت فيها الأرقام الذروة، ويسهر القائمون على المخبر للعمل على العينات التي تصلهم، وإظهار النتائج لأصحابها في أسرع الأوقات، على عكس ما كان عليه الوضع مع بداية انتشار الوباء، أين تظهر النتائج على العينات المرسلة للعاصمة أو قسنطينة، بعد وفاة أصحابها كما حصل في عديد المرات.

أحمد ذيب

النصر تنقلت أمس للمخبر الولائي للتحليل بتقنية «بي سي آر» المتواجد في العمارة التي تضم الوكالة المحلية لدعم تشغيل الشباب «أونساج» بمدينة أم البواقي، أين اطلعت عن قرب على طريقة عمل الطاقم الطبي المجند للكشف عن فيروس كورونا، والتقينا بالمسؤول الأول على إدارة المخبر ويتعلق الأمر ببوشوارب نور الدين، الذي فتح لنا أبواب المخبر ورد على جميع تساؤلاتنا، خاصة وأنه مكلف بإدارة المخبر منذ إنشائه في التاسعة عشر من شهر ماي الماضي، بمبادرة من الإدارة المحلية بالولاية التي رصدت مبلغ 1.3 مليار سنتيم لاقتناء الجهاز، واختير له المقر السابق للوقاية بمديرية الصحة.
ولوجنا للمخبر كان عقب التزامنا بارتداء اللباس الواقي، وسط احترام الإجراءات الوقائية التي التزم بها الطاقم الطبي المجند لإخضاع العينات المرفوعة على المرضى المتواجدين بمصالح فيروس كورونا، عبر المؤسسات الاستشفائية الخمس بالولاية وهي محمد بوحفص بمسكيانة وزرداني صالح بعين البيضاء ومحمد بوضياف بأم البواقي وحمودة أعمر بعين فكرون وسليمان عميرات بعين مليلة، وهي المؤسسات العمومية التي يتعامل معها المخبر فقط دون غيرها من العيادات الخاصة، ويضم المخبر 3 مخابر مخصصة لإخضاع العينات للتحليل وقاعة لاستقبال العينات وحفظها في ظروف صحية جيدة وقاعة أخرى لتقييد النتائج المحصل عليها على شبكة المعلوماتية وإرسالها لمعهد باستور بالعاصمة للموافقة والتأشير عليها، ليتم بعد إرسالها من طرف إدارة معهد باستور تحويلها لمديرية الصحة التي تتولى مهمة تبليغها للمؤسسات الصحية، ويتم ذلك وفق أرضية إلكترونية، تسهل العمل وتساعد على معرفة وضعية المريض، للإسراع في التكفل به من طرف الطواقم الطبية بمصالح كورونا أو إخراجه من المصلحة في حال ظهور النتائج سلبية، تفاديا لأية أعراض قد يصاب بها المريض عند مكوثه بالمصلحة.
المخبر الولائي الذي خفف بعد دخوله حيز الخدمة معاناة الطواقم الطبية والمرضى، نتيجة معالجتها السريعة للعينات، وقربه من المؤسسات الصحية بالولاية، يضم طاقما طبيا تم انتدابه من مختلف المؤسسات الصحية بالولاية، على غرار 5 أطباء بيولوجيين بينهم طبيبة تابعة لمستشفى محمد بوضياف وأخرى تابعة لمستشفى ابن سينا وطبيبين وطبيبة من مستشفى حمودة أعمر بعين فكرون، إلى جانب 5 بيولوجيين من الدرجتين الأولى والثانية، اثنان منهما ينتميان لمؤسسة الصحة الجوارية بأم البواقي وآخران لمستشفى ابن سينا وخامس لمستشفى محمد بوضياف، وهو الطاقم الطبي المجند يوميا لإجراء التحاليل المخبرية على العينات التي تصل المخبر، ويشير مدير المخبر بوشوارب نور الدين بأن المخبر لا يتعامل مع المرضى مباشرة، بل يكون التعامل مع عينات المرضى عن طريق مصالح علاج مرضى كورونا بالمؤسسات الاستشفائية، أين تنقل العينات يوميا للمخبر باستثناء يومي الجمعة والسبت، في انتظار اعتماد يوم السبت كيوم إضافي مقترح في حالة تفاقم عدد الإصابات، ويرتبط القرار بحسب ما تمليه الحالة الوبائية للأيام القادمة.
ويضيف المتحدث بأن العينات يلزمها فترة 5 ساعات حتى تظهر النتائج الخاصة بها كأقصى تقدير، في حال وصولها للمخبر في الوقت المناسب، وتم تحديد الفترة الزمنية بين الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية زوالا لاستقبال العينات من المؤسسات الاستشفائية الخمس بالولاية، على أن يتفرغ الطاقم الطبي بعد ذلك لإخضاعها للتحاليل، على أن تظهر النتائج مساء كل يوم، ليتم إرسالها عبر الأرضية الرقمية لمعهد باستور بالعاصمة وتعود للمخبر معتمدة ومؤشر عليها لتحول لمديرية الصحة التي ترسلها للجهات المعنية، وهي النتائج التي يتم اعتمادها من طرف الجهات الرسمية، كونها مرتبطة بجهاز «البي السي آر» الذي يحدد بدقة وجود الفيروس لدى المصاب من عدم وجوده، وتم بحسب المتحدث اعتماد الأرضية الرقمية لتسريع وتيرة العمل، وخاصة ما تعلق بالنتائج أين تبقى وضعية المريض في مصلحة علاج مرضى كورونا بالمستشفيات مرتبطة بنتائج تحليل العينة التي رفعت منه، فإن كان حاله الصحي متدهورا فالإسراع في تقديم البروتوكول العلاجي مرتبط بنتيجة التحليل، كما أن بقاء المريض في المصلحة من عدمه مرهون بظهور نتيجة سلبية، أين يُسمح له بمغادرة المستشفى حتى لا تنتقل العدوى إليه.
إجراء 1234 تحليلا منها 689 عيّنة إيجابية

وفي رده على سؤال حول عدد العينات التي أخضعها المخبر للتحليل منذ افتتاحه، أشار المتحدث بأن المخبر لغاية الخميس المنقضي أجرى 1234 تحليلا، لعينات قدمت من المستشفيات الخمسة بالولاية، والعدد الأكبر للعينات للمرضى الذين كانوا متواجدين بعين البيضاء أولا ثم عين مليلة وأم البواقي كونها مراكز كبرى للتكفل بالمرضى وتأتي بعدها مصلحتي كوفيد بمستشفيي مسكيانة وعين فكرون، واحتلت مصلحة كوفيد بعين البيضاء صدارة ترتيب قائمة العينات الأكبر عددا، كون المستشفى كان يضم في السابق مصلحة للأمراض الصدرية، وهي التي كانت الوجهة الأولى  للمرضى منذ بداية تفشي الوباء، كما أن المستشفيات بالمدن الكبرى بها أكبر عدد من الأسرة وتحولت إلى أقطاب لاستقبال مرضى فيروس كورونا على غرار مستشفيي عين مليلة ومحمد بوضياف، وأضاف المتحدث بأن 689 عينة من بين العينات التي وصلت المخبر أكدت نتائج تحاليلها بأنها إيجابية وأصحابها يحملون الفيروس وتم التكفل بهم بالمصالح التي كانوا يتواجدون بها، مشيرا بأن عدد الحالات الإيجابية ارتفع في الفترة الأخيرة ليبلغ مرحلة الذروة خاصة شهر جويلية ومطلع شهر أوت، وبعد أن كان المخبر يجري ما معدله 40 تحليلا في اليوم تظهر النتائج سلبية 30 إلى 35 عينة، عادت مرحلة الذروة لتكشف عن حجم تفشي الوباء ببلوغ الحالات الإيجابية أرقاما قياسية، ومن أصل 40 عينة تظهر 39 عينة بأنها إيجابية وهي أرقام لم يسجلها المخبر من قبل، وتبقى هذه الأرقام في انخفاض هذه الأيام، وأشار المتحدث بأن المخبر يستقبل عدد عينات يختلف من يوم لآخر، فحتى منتصف نهار أمس تم استقبال 16 عينة دون أن تصل عينات مصلحتي كوفيد بمستشفيي عين فكرون ومسكيانة ونهاية الأسبوع الماضي تم استقبال 22 عينة من المصالح الخمس بالولاية، وليس كل المرضى المتواجدين بهاته المصالح ملزمين بالخضوع لتحليل «البي سي آر» فالأمر مرتبط بحسب مدير المخبر بتقديرات الطاقم الطبي المعالج الذي يضطر للتوجه للتأكيد علميا من مدى إصابة المريض في مواضع فقط.
كواشف طبية يتم اقتناؤها من جيجل ومن معهد باستور بالعاصمة
يشير مدير المخبر في معرض حديثه، بأن الطاقم الإداري للمخبر يسهر على مرافقة الطاقم الطبي، وتزويده بكل الحاجيات والأغراض، وفي مقدمتها الكواشف الطبية، التي يتم اقتناؤها لإتمام عملية إخضاع العينات للتحاليل المخبرية، وهي الكواشف التي تستقدم من مورد خاص بولاية جيجل، تم التعاقد معه من طرف مديرية الصحة والسكان بأم البواقي، إضافة إلى كواشف أخرى يتم اقتناؤها من معهد باستور بالعاصمة، وهي الكواشف التي ارتفعت نسبة استهلاكها هذه الأيام نظرا لارتفاع عدد العينات التي تصل المخبر.
إسراع في إظهار النتائج ووضع حد لمعاناة المرضى وذويهم
مع بداية تفشي وباء كورونا، وجهل الطواقم الطبية بالأعراض التي تظهر على كل مريض، كان لزاما على القائمين على مصالح استقبال مرضى فيروس كورونا، إخضاع المرضى لتحليل «البي السي آر»، ونظرا لعدم وجود مخبر بالولاية وبالولايات المجاورة، كان التنقل يتم نحو معهد باستور بالعاصمة، أين كانت مدة ظهور نتائج التحاليل تطول، وتطول معها معاناة المرضى، حتى أن عديد المرضى الذين فارقوا الحياة اصطدم ذويهم بإشكالية دفنهم، وهل تتم وفق إجراءات وقائية أم لا، في ظل طول مدة ظهور النتائج، وحصل وأن انتظرت عائلات تحاليل ذويها ليتم دفنهم بعدها، كل حسب نتيجة تحليله، أما اليوم وبعد افتتاح المخبر يؤكد المسؤول الأول عليه، بأن العينات التي تصل في الوقت المحدد تبلغ للمستشفيات في اليوم نفسه، مشيرا بأن المخبر وضع حدا للصعوبات التي يواجهها المرضى وعائلاتهم، وكذا مكن من ربح الوقت بعد أن كان التنقل نحو معهد باستور بالعاصمة ثم بعدها بملحقته بقسنطينة، واللتان كانتا تعرفان ضغطا كبيرا بسبب العدد الهائل للعينات التي تنتظر التحليل، أما اليوم فكل الظروف مريحة والنتائج تظهر بالمخبر وفق معايير معهد باستور بالعاصمة، الذي أوفدت إدارته لجنة تقنية للمخبر يترأسها البروفيسور بشير، والتي عاينت المخبر قبل افتتاحه وأشرت على اعتماده، وهو اليوم يعمل في كل الأوقات لتقديم خدمات للمرضى وللطواقم الطبية التي تسهر على رعايتهم بالمستشفيات، ويحدث وإن استمر عمل الطاقم الطبي بالمخبر حتى ساعات متأخرة من الليل وصلت حتى الواحدة ليلا، عندما يكون الأمر مرتبطا بحالات استعجالية عبر المستشفيات، وتوجه محدثنا بتشكراته لمدير الصحة بالولاية الذي يسهر يوميا على متابعة عمل الطاقم الطبي والإداري بالمخبر، سعيا لتقديم خدمة أفضل للمرضى وللطواقم الذين يسهرون على رعايتهم.
أ.ذ