أعطى والي الطارف، حرفوش بن عرعار، من مقر الولاية، أمس، إشارة إنطلاق قافلة محملة بالمساعدات التضامنية تضم مواد غذائية، ألبسة، أفرشة، أدوية و غيرها، لفائدة أزيد من 400 عائلة من قاطني القرى الجبلية و الحدودية عبر 4 بلديات المتضررة من موجهة حرائق الغابات الأخيرة التي شهدتها الولاية، بما فيها العائلات المعوزة و الفقيرة.
و ذكر الوالي في تصريح صحفي، أن هذه المساعدات تخص قوافل الإعانات التضامنية التي إستقبلتها الولاية من 7 ولايات من مختلف مناطق الوطن للتكفل بمخلفات النيران و مساعدة المتضررين من الحرائق التي مست المنطقة، منوها في سياق متصل بالهبة التضامنية للمواطنين و مساهمتهم إلى جانب فرق التدخل المشتركة في إخماد و السيطرة على الحرائق، بما فيها الدعم التضامني الذي تلقته الولاية أثناء هذه المحنة، من خلال مختلف المساعدات و القوافل التي تم إستقبالها من عدة ولايات و التي تنم على روح التآزر و التآخي بين الجزائريين في الظروف العصيبة.
و كشف المسؤول، عن تسجيل 42 حريقا مست 14 بلدية خلال، الأسبوع الأخير، تسبب في إتلاف حوالي 3 آلاف هكتار، منها 1600 هكتار مساحات غابية، في حين لم تسجل فيه أي خسائر في الأرواح و الممتلكات «البنايات»، عدا بعض الخسائر الطفيفة تمثلت في بعض البساتين و خلايا النحل و بعض الأمور التي تتعلق بمعيشة المواطن.
مضيفا بأن هذه الحرائق التي شهدتها الولاية، سخرت لها كل الإمكانيات المادية و البشرية، منها 410 أعوان من الحماية المدنية و الغابات و وحدات من الجيش الوطني الشعبي و حرس الحدود و كذا الهبة التضامنية الكبيرة للمواطنين.
و أكد المتحدث، على أنه و منذ الوهلة الأولى من نشوب الحرائق، كان الشغل الشاغل تكثيف الجهود لحماية الأرواج قبل كل شيء و إبعاد خطر الحرائق على بعض المشاتي الغابية التي عرفت حرائق مهولة، على غرار مشتى لوليجة بلدية الزيتونة، مشتى حدادة بلدية السوارخ، مشتىخنقة عون بلدية رمل السوق، مشتيي أم السكك و عين برقاقوية ببلدية العيون الحدودية، بالإضافة إلى حماية بعض المنشآت الحساسة، منها وحدة توليد الكهرباء بالدراوش و محطات تزود بعض المشاتي و القرى بالغاز الطبيعي.
و ذكر أن ما صعب في التحكم في موجهة الحرائق، هو نشوبها في نفس الوقت، فضلا عن ارتفاع درجة الحرارة و الرطوبة و صعوبة بعض التضاريس، مما اضطر للإستعانة بآليات لفتح المسالك من أجل الوصول إلى المواقع المشتعلة و إخمادها، كما كانت هذه الحرائق محل متابعة يومية من قبل أعضاء اللجنة الأمنية للولاية، للوقوف على الوضع عن كثب في الميدان و الإمكانيات المسخرة و التدابير المتخذة لمجابهة النيران و حماية السكان و الممتلكات من الخطر.
و أشار المسؤول الأول على الولاية، إلى أنه و بفضل تضافر الجهود و تدخل طائرتي الإطفاء، تم إخماد و السيطرة على جميع الحرائق على مستوى الولاية من دون وقوع خسائر بشرية أو أضرار بالبنايات، حيث لم تسجل الولاية لحد الآن أي خسائر تذكر و أن الوضع تحت السيطرة من خلال فرق التدخل للحماية المدنية و الغابات المرابطين بالمواقع الغابية، خاصة تلك التي مستها الحرائق بوضعها تحت الحراسة على مدار الساعة تحسبا لأي طارئ، مع تكثيف الدوريات بالحزام الغابي و الحضري للتصدي للحرائق في مهدها قبل اتساع رقعتها، إلى جانب دعوة السكان بالجوار لاتخاذ الإجراءات الوقائية و المساهمة في الحفاظ على الغابات و تجنب الحرائق و التبليغ عن كل التحركات المشبوهة من أجل التدخل الآني و السريع للمصالح المختصة.
نوري.ح