امتنع تلاميذ ثانوية حي المطار بمدينة بئر العاتر يوم أمس الأحد عن الالتحاق بمقاعد الدراسة وظلوا معتصمين داخل ساحة المؤسسة، رافضين نداءات الإدارة والأساتذة بدخول حجرات الدراسة، وذلك احتجاجا على انعدام التدفئة التي تعاني منها الثانوية منذ فترة.
وسبق لتلاميذ الثانوية الذين يتجاوز عددهم 650 تلميذا أن امتنعوا عن الالتحاق بأقسامهم ومزاولة الدراسة قبل العطلة لمدة أسبوعين ثم توقفوا عن الدراسة لمدة 3 أيام، بعد العطلة ، تلاه احتجاج الأساتذة البالغ عددهم 39 أستاذا للسبب نفسه، حيث تأسف الجميع لعدم تدخل الجهات الوصية التي وجهت لها مراسلات عديدة ومتكررة ولم تكلف نفسها مشقة التنقل إلى الثانوية للوقوف على حجم المعاناة التي يكابدها التلاميذ والأساتذة والإداريون.
و ذلك رغم بساطة المشكلة التي تحتاج تدخلا سريعا وعاجلا لتصليح المحرقة التي أتلفت نظرا لرداءة نوعيتها أو اقتناء واحدة أخرى، حسب تصريحاتهم، وكان الأولياء قد هددوا في وقت سابق بمنع أبنائهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة نظرا لما وصفوه بالوضعية الكارثية التي تعيشها المؤسسة منذ افتتاحها قبل 4 سنوات على مستوى الهياكل، والظروف الصعبة التي يعيشها الأساتذة والتلاميذ والعمال. وقد طرح الأساتذة والأولياء في لقاء مع مدير التربية السابق ومسؤولي الدائرة الكثير من المشاكل التي تحول دون السير الحسن للدراسة بالثانوية، وفي مقدمتها غياب الأمن بالنظر لوجود الثانوية في منطقة عبور سيارات التهريب، مما أدى إلى تعرض التلاميذ والموظفين إلى أخطار كبيرة سيما أوقات الدخول والخروج ، فضلا على النقص المسجل في الطاقم الإداري والتربوي كالمساعدين التربويين والذي نجم عنه بروز ظاهرة الغيابات والتسرب المدرسي في صفوف التلاميذ، رغم محاولات المدير الجديد تحسين ظروف تمدرس التلاميذ، فضلا على وضعية دورات المياه الخاصة بالموظفين والتلاميذ، وغياب التدفئة في هذه الظروف المناخية القاسية مما يرون أنه أثر سلبا على سير الدروس أثناء تقديم الحصص، وعدم وصول وسائل النقل الحضري إلى الثانوية بسبب تواجدها في منطقة شبه معزولة مما نجم عنه تأخر التحاق التلاميذ بالمؤسسة وهو ما زاد من متاعب الجميع و ساهم في تدني مستوى النتائج. وكان مدير التربية قد أكد للحاضرين أثناء اللقاء بأن الانشغالات الخاصة بمصالحه سيتم التكفل بها، و التي ليست من صلاحياته سيتم مراسلة الجهات المعنية بشأنها، غير أن وضع الثانوية لا زال يراوح مكانه. الأمين العام لمديرية التربية وفي رده على انشغال تلاميذ ثانوية حي المطار، أكد أن المديرية على علم بوضعية المؤسسة، وتسعى جاهدة لإصلاح المحرقة من خلال إسناد العملية لمقاول، الذي سينطلق في عمله حتى يتم توفير التدفئة للتلاميذ، داعيا الأولياء وأبنائهم إلى تفهم الظروف والعودة إلى مقاعد الدراسة لتعويض ما فاتهم من دروس، وتحقيق أفضل النتائج ولاسيما في شهادة الباكالوريا.
ع.نصيب