كشف مدير المجاهدين لولاية ميلة، عن قرب انطلاق مؤسسة الانجاز المختصة التي رست عليها الصفقة، في أشغال ترميم برج زغاية التاريخي، تحت إشراف مديرية البناء و التعمير و الهندسة المعمارية بالولاية و متابعة و رقابة مديرية المجاهدين.
و قال السيد، سربوح مفتاح، في تصريح للنصر، أن الغلاف المالي الذي رصد لهذه العملية، يقدر بـ 2,1 مليار سنتم، مشيرا إلى أن ولاية ميلة استفادت منذ 2016 من أرصدة مالية وجهت للقيام بترميم جزئي لبعض المعالم التاريخية، مثل مراكز التعذيب بأحمد راشدي، الرواشد و وادي النجاء، لتهيئتها و تحضيرها لاستقبال الزوار بوصفها معالم تاريخية تستغل في المسارات السياحية.
مضيفا أن البلديات تقع عليها مهمة حماية هذه المعالم على البلديات التي عليها توفير الحماية و إجراء الصيانة الدورية وفق البطاقات التقنية المقدمة لها، لحفظها من العوامل المناخية و فعل الإنسان.
و بخصوص المعالم التاريخية التي استعملتها فرنسا خاصة للاستنطاق و التعذيب و القتل، فعددها بولاية ميلة يقدر بـ 321 معلما تاريخيا، منها 29 مركز تعذيب و عن المعالم التذكارية أو النصب التذكارية التي أنجزتها الدولة الجزائرية لتخليد مآثر ثورة التحرير مثل المعارك التي خاضها أفراد جيش التحرير الوطني، أو المواقع التي سقط فيها الشهداء و غيرها من الأحداث، فعددها بولاية ميلة حتى الآن، يبلغ 64 معلما تذكاريا.
أما روضات الشهداء المنجزة، فعددها بولاية ميلة 30 روضة تحتضن 3500 ضريح، فيما تتوزع أضرحة أخرى لـ 143 شهيدا على سبع مقابر عمومية، بعدما فضل أهالي هؤلاء عدم نقل رفات ذويهم لروضات الشهداء و بقائها في المقابر العمومية، بالإضافة إلى وجود ثلاثة مربعات للشهداء تحتضن 58 ضريحا.
و بالعودة لمراكز الاستنطاق و التعذيب، فيمكن ذكر مركز بلدية أحمد راشدي، الرواشد، السجن الأحمر بفرجيوة، زغاية، شبشوب بوادي النجاء، الثكنة العسكرية بميلة القديمة، جبل كاف السما الذي مازال يحتفظ برفات الشهداء، بعدما عمد عساكر فرنسا الاستعمارية المتوحشون لاستعمال الاسمنت المسلح لسد فوهة المغارة التي كان بداخلها المجاهدون.
كذلك يمكن ذكر كاف الزوابق الذي استعمل في رمي المجاهدين الجزائريين أحياء من مرتفعه الشاهق، ليضيف محدثنا أنه و في إطار الاتفاقيات القطاعية المبرمة مع السياحة، الثقافة، التربية، التعليم العالي، الشؤون الدينية و الأوقاف، تم على المستوى الولائي، توقيع اتفاقية لإنشاء و استحداث خريطة للذاكرة السياحية و هي خريطة ورقية نسعى لتحويلها إلى خريطة رقمية، لتمكين الزوار من زيارتها افتراضيا و بمختلف اللغات، علما بأن الوزارة الوصية تعمل من جهتها على إنشاء الدليل التاريخي السياحي.
إبراهيم شليغم