سلطت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، عقوبة 5 سنوات سجنا نافذا في حق متهمين في القضية التي هزت مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، على إثر نشر فيديو اعتداء على فتاة وجرها باستخدام مركبة بحي سيدي عاشور. وقد التمست النيابة العامة عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا عن جناية السرقة باستعمال العنف والتعدد واستحضار مركبة، وهي ثاني محاكمة بعد قبول الطعن بالنقض.
و تعود وقائع القضية إلى تاريخ 8 جويلية 2019 عندما تم وعلى نطاق واسع، تداول مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحادثة سحب وجر فتاة باستعمال مركبة من نوع بيجو 307 زرقاء اللون، على مستوى الشارع الرئيسي بسيدي عاشور غرب وسط مدينة عنابة، بالموازاة مع ذلك تقدمت بعد هذه الحادثة بدقائق معدودة، ضحيتان أمام مصالح الأمن بشكوى عن قضية سرقة بالتعدد والعنف، وتبين أن إحداهما هي نفسها التي ظهرت في مقطع الفيديو.
واستنادا لملف القضية، تم فتح تحقيق بسماع الضحية الأولى (ب.هـ) التي صرحت أنه وفي حدود منتصف النهار و 10 دقائق، وبينما كانت تسير رفقة صديقتها (ع.م) على الرصيف بالشارع الرئيسي بحي سيدي عاشور، عاكسها ثلاثة أشخاص كانوا على متن مركبة من نوع بيجو 307 خفض سائقها من السرعة، ليقوم مرافقه بالتحدث إليها، طالبا منها ركوب السيارة، لتتوقف المركبة فجأة وينزل الشخصان، حيث تقدم إليها أحدهما لمخاطبتها، ليقوم بعدها بسبها وشتمها، قبل أن تنتبه إلى أنه يشير برأسه لشريكه الذي كان يسير من الخلف، هذا الأخير وبسرعة فائقة قام بخطف هاتف نقال مرافقتها من يدها، و فرّ باتجاه السيارة ليلحق به شريكه أيضا، و الذي وجه لها لكمة إلى الأنف.
وقد قاومت الضحية ولحقت المتهميْن إلى المركبة، واستطاعت الإمساك بالهاتف النقال، ليشدها أحدهما من ذراعها في محاولة لمنعها من استرجاع الجهاز، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، لينطلق سائق المركبة بسرعة، أين تم جرها وسحبها لمسافة 25 مترا تقريبا، حيث سقطت أرضا وأصيبت ببعض الجروح سببت لها عجزا لمدة 12 يوما. وصرحت الشاكية أنها وجراء هذا الاعتداء ضاعت منها نظارة شمسية من نوع «ريبان» بقيمة 38 ألف دينار، وساعة «سواتش» بقيمة 32 ألف دينار.
وقد كانت تصريحات الضحية الثانية (ع.م) مطابقة لما جاء في أقوال مرافقتها، إلا أنها لم تتعرض إلى السب والشتم مؤكدة أنها كانت ضحية سرقة بالخطف لهاتفها النقال.
وبمباشرة التحريات التي استغلت ترقيم السيارة الظاهر في مقطع الفيديو، تم العثور على المركبة بحي بوخضرة بالبوني، حيث لاذ جميع من كانوا على متنها بالفرار، ومن خلال وثائقها تم التعرف على هوية مالكها (ق.س)، الذي قال لدى استجوابه إن السيارة كانت عند ابنه (ق.ح) 21 سنة، في توقيت الواقعة.
ولدى توقيف هذا الأخير، تم التوصل إلى هوية جميع الأشخاص الذين كانوا معه في السيارة ويتعلق الأمر بـ (ع،م) 21 سنة و(ب.ل) البالغ من العمر 22 سنة والذي بقي في حالة فرار. وعند مواجهة الضحيتين مع المتهم (ع.م)، تعرفتا عليه من الوهلة الأولى وأكدتا أنه نفس الشخص الذي كان راكبا بالسيارة من الأمام، و هو من قام بمعاكسة المسماة (ب.هـ) وسبها وشتمها والاعتداء عليها بالضرب، كما قام بسحب وجر الضحية لما تمسكت بالمركبة.
ولدى استجواب المتهمين (ق.ح) و (ع.م) اعترفا بتواجدهما في المركبة، وقالا بأن المتهم (ب.ل) المتواجد في حالة فرار هو من سرق الهاتف النقال، منكرين قيامهما بجر وسب الضحية.
حسين دريدح