أحبطت وحدات البحرية التابعة للمجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة، فجر أمس، محاولة هجرة غير شرعية لمجموعة من الشبان، كانوا على متن قارب تقليدي الصنع يضم 9 «حراقة»، بينهم امرأة و طفل، كانوا بصدد خوض مغامرة للهجرة السرية نحو جزيرة سردينيا الإيطالية.
و استنادا لمصدر عليم، جاءت عملية التوقيف في دورية روتينية لفرقة تابعة لقوات خفر السواحل أثناء قيامها بمهام تأمين الحدود البحرية، حيث نجحت في اكتشاف قارب صيد بعرض البحر، في حدود الساعة الخامسة صباحا، قبل أن تتكفل وحدتان عائمتان بعملية المطاردة و تم اعتراض مسار الزورق في وضعية 12 ميلا بحريا شمال رأس الحمراء.
و ذكر ذات المصدر، أن الزورق كان على متنه 7 شبان برفقتهم امرأة و ابنها، تتراوح أعمارهم ما بين 9 و 42 سنة، تم اقتيادهم إلى مقر المحطة البحرية الرئيسية لحراس الشواطئ بميناء عنابة، أين خضعوا لفحوصات طبية من طرف طبيب الحماية المدنية، قبل مباشرة التحقيق الإداري معهم و الذي اتضح من خلاله، أن هذا الفوج يضم شبانا ينحدرون من الأحياء الشعبية لمدينة عنابة.
كما بينت التحريات الأولية، أن هذا الفوج من «الحراقة»، انطلق في مغامرته من شاطئ واد بقراط بسرايدي، في حدود الساعة منتصف الليل، على متن قارب صيد طوله 7 أمتار مزود بمحرك ميكانيكي قوته 40 حصانا بخاريا و قد تم العثور على مجموعة من الألبسة و دلاء البنزين و كمية من المأكولات، كانت بحوزة الشبان «الحراقة» على متن الزورق.
و قد صرحوا في جلسة المثول الفوري، بأنهم قرروا خوض مغامرة «للحرقة»، بعد ربط اتصالات سرية مع شبكات تهريب البشر، مقابل دفع كل واحد من أفراد «الحراقة» لمبالغ مالية تتراوح ما بين 6 و 9 ملايين سنتيم حسب معرفة كل وسيط في العملية، قبل الانطلاق في الرحلة، إلى جانب تسديد مبلغ المحرك و الزورق مسبقا، قبل أيام من تنظيم الرحلة حتى يتسنى لأفراد الشبكة شراء جميع المعدات و تزويد الزوق بكمية البنزين التي تكفي للوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط، كما تم الاتفاق على مكان و موعد الانطلاق.
و بعد سماع الموقوفين في الجلسة دون حضور الطفل القاصر، أصدر القاضي حكما بتغريم الحراقة بمبلغ 20 ألف دينار جزائري. و أصبح «الحراقة» يستغلون استقرار أحوال الطقس في الأيام الأخيرة، معتمدين على نشريات الأحوال الجوية لكامل نطاق حوض البحر الأبيض المتوسط، لتفادي مخاطر التقلبات الجوية في عرض البحر و احتمال تعرض قواربهم للغرق، حيث سجلت وحدات خفر السواحر بعنابة في الأسبوع الأخير، عدة عمليات توقيف، إلى جانب إحباط وحدات الدرك رحلات قبل انطلاقها.
حسين دريدح