الفيضانات تقتل طفلا و إنقاذ عشرات الأشخاص حاصرتهم الثلوج بالشرق
هلك طفل عمره 7 سنوات يدعى (ع.ب) بعد أن جرفته الفيضانات بشعبة الماجن ببلدية الحدائق بولاية سكيكدة، وتدخلت وحدات الحماية المدنية إثر التقلبات الجوية الأخيرة لإنقاذ 23 شخصا كانوا على متن سيارات محصورة بسبب تراكم الثلوج على مستوى طرقات بلديات ولاية برج بوعريريج. وأشارت ذات الهيئة في حصيلة لها إلى أن عملية إزالة الثلوج من طرف مصالح الحماية المدنية مازالت متواصلة على مستوى ولايات البويرة، تيزي وزو، جيجل، ميلة، بجاية، برج بوعريريج، سطيف، قسنطينة والمدية.
واستنادا إلى مصالح الحماية المدنية بسكيكدة، فإن الضحية خرج مساء أول أمس من المنزل ولم يعد ببلدية الحدائق قرب سكيكدة، لتقوم عائلته بتقديم بلاغ لمصالح الدرك والأمن الوطنيين لمباشرة تحريات، قبل أن يعثروا عليه جثة هامدة تطفو فوق سطح مياه الوادي على بعد حوالي 200 متر من المنزل. كما تم إنقاذ شخصين من الموت المحقق في منطقة الشريعة بمرتفعات بوزقان بولاية تيزي وزو بعدما حاصرتهما الثلوج التي بلغ سمكها أزيد من متر ،حيث تجند سكان المنطقة رفقة مصالح البلدية وأعوان الحماية المدنية لإنقاذ أب وابنه.
أدى أمس التساقط الكثيف للثلوج عبر إقليم ولاية أم البواقي إلى غلق طرقات تعد بمثابة محاور رئيسية تربط الولاية بالمحيط الخارجي، واستدعى ذلك تدخل أعوان الأشغال العمومية منذ ساعات الفجر الأولى، وفي المقابل تسببت الثلوج في اختناق فردين من عائلة بعين البيضاء بالغاز ووقوع حوادث مرورية متفرقة.
التقلبات الجوية التي عرفت تساقطا كثيفا للثلوج حرمت قراء النصر من جريدتهم التي لم تصل ليوم كامل للأكشاك، وأدت في المقابل إلى غلق النقطة السوداء على الطريق الوطني رقم 10 الرابط بقسنطينة ويتعلق الأمر بمرتفع شوف الدابة بعين فكرون، وهو المرتفع الذي دفع بمديرية الأشغال العمومية لتكليف فرق مناوبة بالعمل على فتح الطريق أمام حركة المرور في ظل التساقط الكثيف الذي عرفته المنطقة مقارنة بباقي جهات الولاية.
و بعين البيضاء أنقذ أعوان وحدة الحماية فردين من عائلة واحدة من موت محقق بعد استنشاقهما للغاز، ويتعلق الأمر بالابن (خ.ع.ن) البالغ من العمر 17 سنة ووالدته (خ.ج) البالغة من العمر 48 سنة، وهما اللذان نقلا للمستشفى المحلي مصابان بآلام مختلفة بعد استنشاقهما لكميات من غاز أول أكسيد الكربون المتسرب من المدفأة نتيجة انسداد مخرج التهوية بقطعة قماش، أما على الطريق الوطني رقم 100 في شطره الرابط بين أولاد حملة والتلاغمة بدائرة عين مليلة، فأدى انقلاب سيارة من نوع “هاربين” للنقل الحضري الجماعي إلى إصابة سيدتين وشاب ينحدرون من ولاية غرداية بجروح متفاوتة الخطورة.
و في ميلة سجل أعوان الحماية المدنية وقوع خمسة حوادث مرور على بعض المحاور وتخص الطريق السيار وببلدية شلغوم العيد، القرارم قوقة و التلاغمة تسببت في جرح ثلاثة أشخاص.
كما تسببت التغيرات الجوية السيئة التي شهدتها المنطقة الشمالية لولاية ميلة وتهاطل كميات معتبرة من الأمطار والثلوج في ارتفاع سعر قارورات غاز البوتان ،حيث وصل سعر القارورة الواحدة 300 دينار في بعض المناطق الريفية، على غرار مشتة كرونة ببلدية فرجيوة.
و عبر بعض المواطنين للنصر عن استيائهم الشديد عن هذه الوضعية التي تؤرقهم، كلما حل فصل الشتاء وتزداد المعاناة باستمرار التقلبات الجوية، فيما شهدت محطة توزيع قارورات غاز البوتان طوابير كبيرة للتزود بهذه المادة.
و شلت صباح أمس الثلوج المتساقطة على المحاور الواقعة في المرتفعات الحركة وحالت دون وصول المسافرين و التلاميذ والأساتذة والعمال والموظفين وتجار الجملة والتجزئة إلى وجهاتهم.
وهو ما جعل الدراسة تتوقف ببعض المؤسسات الواقعة في منطقة الثلوج بولاية ميلة الشمالية منها والجنوبية ،بعدما تعذر على العديد منهم الوصول لمؤسساتهم في الوقت المعلوم ،وهو التأخر الذي شهد وصول المواد الضرورية التي اعتاد الناس اقتناؤها في الصباح مثل مادة الحليب القادمة من وحدات قسنطينة ووادي العثمانية، التي وصلت للمتاجر عند حدود الساعة العاشرة صباحا، أي بعد تمكن الآليات المسخرة من إزاحة طبقة الثلوج من الطريق.
ونفس الشيء لاحظه مرتادو سوق الخضر والفواكه بميلة الذي تأخر وصول السلع إليه من سوق الجملة لشلغوم العيد، وهو ما أثر سلبا على أسعار المواد المعروضة التي شهدت ارتفاعا طفيفا وزيادة تصل ل 10 دج في الكيلو غرام في ظل نقص كميتها.
بالإضافة لحادثة أخرى تتمثل في اختناق مواطن ببلدية ترعي باينان ،يبلغ 50 سنة من العمر بغاز البوتان وببلدية أولاد رابح المجاورة بولاية جيجل تدخل أعوان الحماية المدنية لتحرير مواطنين آخرين حاصرتهم الثلوج ليلة أول أمس.
في سطيف شهد اليوم الثاني من الاضطرابات الجوية أمس، انقطاعات بالجملة في التيار الكهربائي وتذبذب في تزويد السكان بالغاز الطبيعي وغاز البوتان، وبقيت بعض الطرقات الولائية والبلدية مغلقة أمام حركة سير المركبات.
في اتصال النصر بعدة مواطنين في أغلب مناطق بسطيف، فقد قضى البعض الليلة على ضوء الشموع وذلك في مناطق مثل العلمة، حمام السخنة، بوعنداس، بابور، البلاعة، تالة إيفاسن، بوقاعة، إضافة إلى عدة أحياء بمدينة سطيف على غرار حي الهضاب وحي شوف الكداد وحي كعبوب، وقد تدخلت مصالح سونلغاز في بعض المناطق لإعادة التيار الكهربائي.
في ذات السياق عانى المئات من المواطنين من تذبذب توزيع الغاز الطبيعي لليوم الثاني على التوالي، على غرار بلديات بوعنداس، عين الطويلة، أولاد عدوان وقرى ماوكلان، و طالب العديد من المواطنين بضرورة تزويدهم بغاز البوتان، الذي شهد ندرة كبيرة في عدة مناطق خصوصا المناطق التي لم يتم تزويدها بعد بهذه المادة على غرار عين السبت، آيت تيزي وبعض قرى البلاعة.
أما فيما يخص حركة السير، فقد تواصل غلق عدة طرقات ولائية وبلدية على غرار الطريق الوطني رقم 75 الرابط بين بجاية وسطيف على مستوى قرية طكوكة، الطريق الوطني رقم 76 الرابط بين سطيف وبرج بوعريريج على مستوى قرية العنصر الطريق الولائي رقم 117 الرابط بين الطريقين الوطنيين 77 و 77 أ على مستوى مشتة بلدية جميلة، الطريق الولائي 118 الرابط بين الطريقين الوطنيين 77 و 77 أ مغلق على مستوى مشتة العناصر ببلدية تاشودة.
و لا يزال الاضطراب الجوي الذي تشهده ولاية تيزي وزو منذ صبيحة الخميس الماضي متواصلا و لا تزال الثلوج تتساقط على المرتفعات الجبلية التي يزيد علوها عن 700 متر و تسببت هذه الأخيرة في شل حركة المرور وغلق المسالك والطرقات الوطنية والولائية، مما أدى إلى محاصرة المواطنين في قراهم منذ عدة أيام.
ق.و/ المراسلون