تراجعت أسعار الحمضيات بولاية الطارف، إلى ما دون 100 دينار للكيلوغرام بعد أن كانت تتراوح مع الأيام الأولى من انطلاق حملة الجني بين 200 و 250 دينارا، وذلك بسبب وفرة الإنتاج الذي بلغ مستويات قياسية هذا الموسم.
وتزايد الإقبال على الحمضيات بالطارف وأصبحت كميات كبيرة منها تباع في الشوارع والأرصفة، خصوصا أن المواطنين يستهلكونها بكثرة لتقوية المناعة في ظل الأزمة الوبائية، وأوضح بعض المنتجين للنصر، أن تدني الأسعار مردّه طرح كميات معتبرة من المحصول في الأسواق في نفس الوقت، حيث يتوقعون انهيارا أكبر فيها لاسيما أن حملة الجني ستتواصل إلى غاية أفريل المقبل.
وأجّل بعض المنتجين جني محصولهم إلى حين استقرار العرض مع الطلب تجنبا للخسائر وكساد المنتوج، فيما لجأ آخرون إلى بيع بساتينهم لتجار الجملة القادمين من الولايات الداخلية لتفادي مشكلة التسويق، وتحدث المعنيون عن نقص في المرافقة لتمكينهم من تسويق المحصول و تشجيع الاستثمار في الصناعات التحويلية الغذائية لاستيعاب الفائض، بما في ذلك وضع تدابير مستعجلة للعودة إلى التصدير بولاية معروفة بجودة أصناف البرتقال المنتج بها.
من جانبها قالت مديرة المصالح الفلاحية بالطارف، شهيناز زايدي، أن 70 بالمئة من المحصول الذي تم جنيه من الحمضيات ذهب للأسواق المحلية والولايات المجاورة، فيما ذهبت 30 بالمئة نحو بعض الوحدات التحويلية داخل وخارج الطارف، مؤكدة وضع تحفيزات لاستقطاب الراغبين في الاستثمار في الصناعات التحويلية، حيث تمت الموافقة على عدد من المشاريع وهي في طور الإنجاز ومن شأنها امتصاص الفائض في المحاصيل الفلاحية كالطماطم، الحمضيات والبقوليات، كما ذكرت أن الوصاية اتخذت إجراءات عملية لتمكين الفلاحين في مختلف الشعب من الولوج للأسواق الخارجية في إطار تشجيع الصادرات خارج المحروقات شريطة استجابتهم الفلاحين للمعايير المعمول بها.
وتم جمع 262760 قنطارا من الحمضيات منذ انطلاق حملة الجني شهر نوفمبر الفارط، منها حوالي 200 ألف قنطار من البرتقال المزروعة على مساحة 1027 هكتارا، فيما تتواصل الحملة إلى مطلع شهر أفريل ويتوقع خلالها جني 540 ألف قنطار، منها 414 ألفا تشمل 12 صنفا من البرتقال، 88 ألف قنطار من "الكليمونتين" بصنفين و أكثر من 21 ألف قنطار من "المندرين" بأصنافها الثلاثة والليمون بـ 23 ألف قنطار.
كما دخلت مساحات مغروسة حديثا مرحلة الإنتاج، بعد تشبيب الأراضي التي طالتها "الشيخوخة"، وذلك على مساحة تقارب 300 هكتار عبر سهول الجهة الغربية لدوائر البسباس، الذرعان و ابن مهيدي أين حيث تتواجد أجود المساحات والبساتين المنتجة للحمضيات بأصنافها.
نوري.ح