سلّطت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، أول أمس، عقوبة 12 سنة سجنا نافذا في حق المتهم المسمى (ع.ج) في العقد الخامس من العمر، مع تبرئة ساحة ابنه المدعو (ع.ع.ا) من التهم المنسوبة إليه، وتوبع الطرفان بجناية تسيير و تنظيم و تمويل نشاطات و القيام بطريقة غير مشروعة بحيازة و الوضع للبيع و الشراء قصد البيع و التخزين لمواد مخدرة، فيما التمس ممثل النيابة العامة معاقبة الأب وابنه بـ 20 سنة سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها مليون دينار، بينما قضت هيئة المحكمة بإدانة المتهم الفار المتابع بالجرم نفسه المدعو (إ.م) بعقوبة 20 سنة سجنا غيابيا، مع الأمر بالقبض عليه.
القضية ترجع إلى منتصف شهر أكتوبر من سنة 2020، عندما اتفق المتهم الفار مع المتهم الرئيسي الحالي، على تخزين كميات من المخدرات في منزله الريفي بمدينة أولاد قاسم، نظير أن يمنحه مبلغ 15 مليون سنتيم عن كل شحنة يخزنها، وكشف المتهم الفار للمتهم الحالي بأن الكمية الإجمالية التي سيعمل على تخزينها تصل قنطار و60 كلغ، وكانت البداية بشحنة أولى تقدر كميتها بـ18 كلغ.
المتهم الهارب توجه لمدينة أولاد قاسم، أين اتفق مع المتهم الحالي على مكان تسليم واستلام الشحنة الأولى، وكانت خزانة إسمنتية لمولد كهربائي هي النقطة المتفق عليها، ليرسل المتهم الكهل ابنه المتهم الثاني لاستلام الشحنة بدلا عنه، أين توجه لخزانة المولد الكهربائي، وتقدم منه المتهم الفار الذي كان على متن مركبة من نوع "كليو"، ليستلم الابن الطالب الجامعي الكيس، ليتدخل عناصر الدرك بعد لحظات من مشاهدتهم المتهم الفار بسيارته يتجول في المدينة، غير أنهم أوقفوا الطالب الجامعي ووالده، وتبين بأن الكيس به 17 كلغ و570 غراما من الكيف المعالج.
و فند الابن علمه بمحتوى الكيس، وذهب والده للتأكيد بأنه هو المعني بالكيس وليس ابنه الذي لا يعلم ما بداخل الكيس، واعترف الوالد بخطإه في إبرام اتفاق مع مجرم خطير لتخزين الكيف، دون أن يعي خطورة الفعل الذي قام به، مشيرا بأنه مرّ بضائقة مادية جعلته يتفق مع المتهم الفار، وكان همه استلام المبلغ المالي المتفق عليه، ليتكفل بجانب من مصاريف عائلته.
ممثل النيابة العامة وفي مرافعته تأسف لما آلت إليه الأسر الجزائرية، مبينا بأن ما يحدث هو لسبب واحد دائما وهو المال، مشيرا بأن الطابع المادي طغى على جميع الخلافات في الأسر الجزائرية، وهذا ما يتضح جليا من خلال قضايا الأحوال الشخصية والطلاق التي تعالجها مختلف الجهات القضائية، وأضاف المتحدث بأن الأب ورّط نفسه وابنه في القضية، مضيفا بأن المتهم الفار محل أوامر بالقبض عبر مختلف الجهات القضائية، بتهمة المتاجرة بالمخدرات وهو رئيس عصابة منظمة هدفها البيع والشراء والتخزين للمخدرات.
أحمد ذيب