أدانت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء سكيكدة، أول أمس، عصابة أشرار تتكون من ثلاثة أشخاص، بجناية تكوين جمعية أشرار بغرض ارتكاب جناية، جناية القتل مع سبق الإصرار و الترصد و جناية السرقة بظرفي التعدد و استعمال العنف، طالت الضحية (ق.ي) 58 سنة و عاقبت المتهم الرئيسي (ر.ع) بالمؤبد و كلا من شريكيه (ن.ش.ص) و (ص.ر) بخمس سنوات سجنا، بينما التمس النائب العام تسليط عقوبة الإعدام.
الجريمة التي كانت منطقة "الدومرانة " ببلدية بني بشير مسرحا لها، تعود تفاصيلها إلى 26 سبتمبر 2014، عندما التقى المتهمون الثلاثة و الضحية في جلسة خمر بالمكان المذكور سالفا، بعد اتفاق سابق بينهم على إزهاق روح الضحية و سرقة سيارته، بعد أن أخبرهم بأنه ورث مبلغ 350 مليون سنتيم نتيجة بيع عقار ملك للعائلة و استغلوا شروع الضحية في عد ما يقارب 40 مليونا نقدا أمامهم، لينفذوا خطتهم، حيث قام المتهم (ر.ع) بالوقوف أمامه و إلهائه، بينما تولى شريكاه مهمة ترصد انشغال الضحية مع رفيقهم، ليباغتاه بطعنات على الظهر، ثم تداولا على توجيه حوالي 11 طعنة في أنحاء مختلفة من الجسم، ليسقط الضحية جثة هامدة، ثم قاموا برميه في الوادي و تغطيته بالقاذورات و الفرار، حيث امتطى المتهم (ع.ر) السيارة باتجاه قسنطينة و عند وصوله لبلدية عين سمارة، قام برمي أدوات الجريمة (خناجر) في الوادي و عند التقائه بشقيقته (ح)، سلم لها مبلغ من المال و هاتف نقال الضحية، ثم توجه إلى منطقة الحمامات بولاية تبسة، أين يقيم صديقه (ج.ب) الذي تكفل بمهمة بيع سيارة الضحية، حيث تنقلا ليلا إلى منطقة الجزار بولاية باتنة و هناك قاما ببيع سيارة الضحية لصاحب مستودع بـ 70 مليون سنتيم، كانت نصيب (ج.ب) 10 ملايين سنتيم.
و كان عثور الضبطية القضائية على الهاتف النقال للضحية بعد بيعه من طرف شقيقة المتهم الرئيسي، بمثابة مفتاح فك ألغاز هذه الجريمة، حيث كشفت الاتصالات الهاتفية التي جرت بين المتهمين، عن ضلوعهم في ارتكاب الجريمة الشنعاء.
أثناء المحاكمة اعترف المتهم الرئيسي (ر.ع) بالاعتداء على الضحية لأن الأخير كان يتربص به و يريد الاعتداء عليه جنسيا، مضيفا بأنه وجه طعنة للضحية على مستوى البطن و لم يتذكر موضع و عدد بقية الطعنات، نافيا أن تكون نيته إزهاق روح الضحية، متراجعا بذلك عن تصريحاته السابقة أمام الضبطية القضائية و قاضي التحقيق و أرجع دوافع ارتكابه للجريمة، إلى الانتقام من الضحية الذي اعتدى عليه جنسيا.
أما المتهمان (ص. ر) و (ن. ش. ص)، فقد أنكرا ما نسب أليهما و نفيا علاقتهما بهذه الجريمة، بينما اعترفت شقيقة المتهم بأنها استلمت من شقيقها مبلغا من المال و لاحظت بقعة من الدم في ملابسه، في حين أكد صاحب المستودع أنه لم يكن يعلم بأن السيارة متأتية من جريمة قتل.
و بيّن تقرير الطبيب الشرعي لجثة الضحية التي وجدت في درجة متقدمة من التعفن، وجود 11 طعنة في أنحاء مختلفة من الجسم و أيضا كسور و جروح عميقة. كمال واسطة