قامت مصالح الدائرة بالتنسيق مع بلدية البوني في عنابة، أول أمس، و وحدات الشرطة بعملية هدم واسعة للبناءات الفوضوية بحي سيدي سالم، الذي عرف استفحال ظاهرة تشييد البيوت القصديرية بشكل غير مسبوق لم تعرفه في السنوات الماضية و ذلك بمحاذاة النسيج العمراني متسببا في تشويه المحيط.
و استنادا لمصالح بلدية البوني، فقد تم هدم 97 بيتا فوضويا، بتسخير آليات الهدم و الجرافات، حيث جاء تحرك السلطات المحلية بسبب تنامي الظاهرة و تحول عدد كبير من البيوت القصديرية بحي سيدي سالم، إلى مصدر تهديد و ملجأ للعصابات الإجرامية و تخزين المخدرات و المهلوسات و التخطيط للعمال الإجرامية، بأكبر التجمعات القصديرية بعاصمة الولاية.
و وفقا للمصدر، فقد تمت عملية الهدم في ظروف صعبة لاعتراض أصحابها في البداية، ليتم الرضوخ للأمر الواقع و تمكنت الآليات من دخول الحي الفوضوي و هدم البيوت القصديرية عن آخرها، تحت تغطية أمنية مشددة بمشاركة وحدات حفظ الأمن العام، حيث تم تطويق الحي من جميع الجهات و قبل مباشرة عملية الهدم، اقتحمت عناصر الأمن البيوت الفوضوية من أجل توقيف الأشخاص محل بحث و المشتبه فيهم في حيازة المخدرات.
و قبل الشروع في العملية، قامت مصالح البلدية بتوجيه إعذارات لجميع المعنيين المستغلين للأراضي بطريقة غير قانونية، داعية إياهم إلى ضرورة احترام القوانين المعمول بها و التي تمنع تشييد بيوت فوضوية.
و استثنت عملية الهدم أصحاب البيوت الفوضوية الذين تم إحصاؤهم سنة 2007 و 2010، في انتظار ترحليهم إلى سكنات اجتماعية لائقة مستقبلا في إطار البرنامج الوطني للقضاء على السكنات الهشة و الفوضوية.
و في نفس السياق، أوضحت مصالح بلدية البوني، بأن عملية الهدم متواصلة لتشمل البنايات الفوضوية عبر عدة أحياء المدينة و سكنات أخرى هشة مرشحة للهدم، بعد ترحيل سكانها إلى شقق لائقة في إطار امتصاص هذا النوع من السكن، كما سيتم استغلال مساحات السكنات المهدمة لإنجاز مشاريع و مرافق عمومية.
كما جاءت عملية هدم البنايات الفوضوية خاصة المشبوهة منها، عقب تشكيل لجنة أمنية بالتنسيق مع مصالح دائرة البوني، لمحاربة ظاهرة البناء الفوضوي و التي تحولت إلى وكر للجريمة و شوهت صورة العديد من الأحياء، فضلا عما تفرزه هذه التجمعات السكنية من مظاهر بيئية و صحية غير ملائمة، بسبب الربط العشوائي بشبكة الكهرباء و انعدام شبكة الصرف الصحي و تراكم القمامة و الأوساخ، ناهيك عن احتضانها للعصابات الإجرامية التي تعتدي على المواطنين و تتورط في القيام بأعمال إجرامية أخرى مثل الاختطاف و ترويج المخدرات و المؤثرات العقلية.
و حسب تقرير السلطات المعنية، فقد وجدوا بيوتا قصديرية فارغة و غير مستغلة للسكن و كشفت التحقيقات أن هذه السكنات موجهة للبيع و المتاجرة، ينتظرون قدوم أشخاص جدد يسلمونها لهم، بعد استفادتهم من سكن اجتماعي، حيث يقومون ببيعها لشخص آخر.
و حسب ما صرح به والي عنابة، جمال الدين بريمي، نهاية الأسبوع، فقد تم إحصاء نحو 25 ألف كوخ قصديري على مستوى الولاية في الفترة الأخيرة، معتبرا هذه الظاهرة مشكلة عويصة مطروحة عبر كامل التراب الوطني و أوضح بأن مصالحه تسعى للتخفيف من معاناة المواطنين و العائلات ذات الأحقية، عبر طلب حصص جديدة من السكن الاجتماعي، كأولوية في الوقت الراهن.
و حسب مصالح بلدية البوني، فقد كان آخر إحصاء سنة 2010 لأحياء المحتشد الاستعماري و الذي يتكون من تجمعات 1000 و 2000 و 4000 بيت فوضوي و في هذا الإطار، التزمت الدولة و بدأت في عملية الترحيل التي انطلقت بإعادة إسكان قاطني أول تجمع بمجموع 1300 عائلة، مع الشروع في ترحيل القاطنين في حي 2000 بيت، يتبقى تجمع 4000 بيت الذي يعرف هو الآخر عملية الترحيل كباقي العمليات السابقة.
حسين دريدح
