يعاني سكان شطايبي بولاية عنابة، من نقص كبير في عدد الناقلين الخواص من و إلى عاصمة الولاية على مسافة 37 كلم و كذا نحو الدوائر المجاورة على غرار برحال، مع تزايد طلبات المواطنين على خطوط النقل و تمديد خدمة العمل، خاصة خلال شهر رمضان.
و حسب ما نقله منتخبون للسلطات الولائية، بعد تلقيهم لرسائل تدخل من مواطنين ببلدية شطايبي التي تعتبر منطقة سياحية معزولة نوعا ما على التجمعات الحضرية و كذا الطرقات الوطنية، فإن حافلات النقل لا تلبي الطلب الموجود، مقابل تراجع نشاط سيارات الأجرة إلى حد توقف جميعها عن النشاط، حيث يجد المواطنون صعوبات في التنقل إلى مدينة عنابة من أجل العمل، أو الدراسة و كذا العلاج، بالإضافة إلى التوقف المبكر للناقلين في الفترة المسائية في حدود الساعة الثالثة مساء، من عاصمة الولاية و بلدية برحال، حيث يواجه المواطنون و خاصة العاملين منهم، صعوبات للعودة إلى منازلهم مساء.
و أمام العجز الكبير في النقل ببلدية شطايبي، طرحت سيارات الفرود بديلا، غير أن رفع تسعيرة النقل إلى 200 دج للشخص بدل 120 دج، عمق من الأزمة و زاد من معاناة الركاب من محدودي الدخل. و حسب تصريح سكان ببلدية شطايبي للنصر، فإن معاناتهم تتعقد في شهر رمضان، مع زيادة الطلب على وسائل النقل في الفترة المسائية.
من جهته أكد مدير النقل لولاية عنابة، في رده على انشغالات منتخبي بلدية شطايبي في الدورة الأخيرة للمجلس الولائي، وجود نقص في توفير النقل على مستوى الدائرة، مع تزايد الطلب و محدودية طاقة الاستيعاب، حيث يوجد 5 ناقلين فقط يعملون عبر خط عنابة شطايبي، بقدرة 172 مقعدا يوميا، مشيرا إلى وجود عزوف من قبل الخواص لفتح خطوط جديدة، داعيا في هذا الشأن لمنح تراخيص النشاط في وقت وجيز للمهتمين بالعمل عبر خطوط شطايبي، للتخفيف من حدة الأزمة. و أوضح مدير النقل، بأن مصالحه تقدم في خدمات فقط و لا تملك حظيرة حافلات النقل، لتساهم بها في التخفيف من حدة الأزمة.
و في سياق متصل، دعا والي عنابة المنتخبين للعب دورهم في تشجيع الخواص على الاستثمار في مجال النقل عبر خط عنابة شطايبي، كما تدخل الوالي خلال الدخول المدرسي، لحل إشكالية تنقل التلاميذ بالمناطق النائية التابعة لبلدية شطايبي، بعد وقوفه على معاناة تلاميذ منطقة الزاوية، الذين يضطرون للتنقل على مسافة 6 كلم سيرا على الأقدام لانعدام النقل، حيث يخرجون من البيت على الساعة 6 صباحا، حيث منحت مصالح الولاية ضمن إعانة من وزارة الداخلية حافلات للنقل المدرسي، في إطار البرنامج الوطني المخصص لمناطق الظل.
من جهتها تعاني بلدية سرايدي هي الأخرى من مشكل النقل، لكن بأقل حدة لقربها من عاصمة الولاية نوعا ما مقاربة بشطايبي، حيث تقدر المسافة بين عنابة و سرايدي 13 كلم و كذا توفر نحو 15 حافلة للنقل.
وبالنظر لتواصل توقف المصعد الهوائي للعام الثالث على التوالي، تدخلت مصالح البلدية عدة مرات في أوقات الذروة، لتسخير الحافلات التابعة لها لنقل الموطنين باتجاه عنابة للتخفيف من معاناتهم مع أزمة النقل، خاصة في الفترة الصباحية و المسائية، حيث عقدت عدة اجتماعات مع الناقلين الخواص، بهدف إيجاد حلول عملية لتنظيم توقيت العمل خاصة في أوقات الذروة.
من جهتهم يطالب سكان سرايدي في عدة مراسلات للسلطات المحلية و المركزية، التدخل العاجل من أجل إصلاح المصعد الهوائي الرابط بين عنابة و بلدية سيرادي المتوقف منذ 3 سنوات، باعتبارها وسيلة نقل حيوية، حيث تعد منفذا لهم خلال الاضطرابات الجوية في فصل الشتاء، بالإضافة إلى أنها سريعة و أقل تكلفة مقارنة بوسائل النقل شبه الحضري.
حسين دريدح
