أكدت نقابة مركب سيدار الحجار للحديد والصلب بعنابة، أول أمس، ضرورة تكاتف الجهود للنهوض بالمركب والتحسيس في الوسط العمالي بالوضعية العامة الصعبة التي يمر بها، جراء ارتفاع تكاليف الإنتاج ومنها الفحم الحجري الذي وصل سعره إلى مستوى قياسي، بالإضافة إلى المواد الأولية المستعملة في الأفران الكبرى التي تشتغل
بالفحم «الكوك».
واستنادا لمصدر مسؤول بمركب سيدار الحجار للنصر، فقد انتقل سعر فحم الكوك وهو مادة تخضع لتعاملات البورصة، من 300 دولار ليتجاوز 700 دولار للطن، حيث يستخدم بشكل أساسي كوقود في تشغيل الفرن العالي، للحصول على حديد الزهر الذي يتم تحويله بعد ذلك إلى صلب.
وأوضحت النقابة في بيانها، أنها قامت بزيارات تفقدية لمختلف الوحدات رفقة إطارات من المديرية العامة، للوقوف على ظروف العمل والصعوبات المطروحة ميدانيا، حيث تمت مناقشة عدة نقاط تتعلق أساسا بتدهور معدات بعض الورشات، ما يطرح مشكل التوقف الاضطراري للإنتاج للقيام بالصيانة، ودعت العمال إلى تضافر الجهود والاستثمار في العامل البشري، لمسايرة التطور التكنولوجي ورفع الرهان من أجل تأسيس جو ملائم لضمان أفضل مردودية تدفع لتطوير المسار الإنتاجي، بهدف التقليل من تكاليف الاستعانة بالخبرات الأجنبية المكلفة.
ودعا الأمين العام لنقابة مركب الحجار عز الدين مسعود، العمال في جميع الورشات التي زارها، إلى ضرورة الالتفاف وتكافل الجميع لضمان استقرار المركب و التوجه به نحو بر الأمان و الابتعاد عن كل الصراعات والخلافات الداخلية، لحماية المركب الذي يصارع من أجل العودة للطليعة.
وتستعجل النقابة الإفراج على الشطر الثاني من مخطط الاستثمار الذي انطلق سنة 2018 و المقدر بـ 46 مليار دينار، حيث استهلك بنسبة 47 بالمائة في تأمين المركب ضد الحوادث و تعزيز إنتاج مادة حديد الزهر والمواد المسطحة، على أن يوظف الشطر الثاني في تعزيز القدرة الإنتاجية وتحقيق الأهداف المسطرة لبلوغ إنتاج 2 مليون طن من الحديد.
وأمام انعدام الموارد حاليا، تخلت المديرية العامة للمركب قبل أشهر، عن مشروعي المفحمة ومحطة إنتاج الطاقة، حيث تم التراجع عن إنجازها رغم إطلاق مناقصة الصفقة، بهدف إعادة توجيه الغلاف المالي المتبقي إلى مشاريع أخرى أكثر أهمية، خاصة مع إيجاد حل للتزود بالطاقة من مصدرين مباشرة من الشبكة الوطنية ذات التوتر العالي بالاتفاق مع شركة سونلغاز. وأمام الارتفاع الكبير في سعر الفحم بالسوق الدولي، ستتم إعادة النظر في قرار إلغاء المشروع، بعد غلق المفحمة من قبل الشريك الأجنبي في السنوات الماضية.
و قام سيدار الحجار خلال الثلاثي الأول لسنة 2022، بتصدير كمية من منتجات الحديد والصلب بحجم 25 ألف طن، تشمل منتجات نهائية ونصف مصنعة وثانوية، حيث بلغت الصادرات خلال شهر جانفي، 9191 طنا من البلاطات و حديد الزهر المكسر باتجاه إيطاليا.
كما بلغ حجم الصادرات في شهر فيفري، 3631 طنا من حديد الزهر المقولب نحو إيطاليا وتم تصدير 11 ألفا و 655 طنا من المنتجات في شهر مارس، منها 7 آلاف طن من اللفائف نحو إيطاليا و 4655 طنا من البلاطات و الصفائح السميكة نحو تركيا.
حسين دريدح