تسببت الأمطار الرعدية المتساقطة على أغلب بلديات ولاية سطيف، منذ الساعات الأولى ليوم الأربعاء الماضي، في غلق عدة طرقات وطنية و ولائية وأخرى بلدية، جراء تراكم المياه و سقوط الصخور الجبلية.
وتدخلت فرق الحماية المدنية بالتعاون مع أفراد الدرك الوطني وعمال الحظائر، من أجل إجلاء العائلات العالقة بعدد من القرى والمشاتي، دون تسجيل خسائر بشرية وسط المواطنين. كما تدخلت مصالح الحماية المدنية ليلة الخميس، لإجلاء العائلات القاطنة بحي «المحتشد» في بلدية بازر سكرة، بعد أن غمرت الأمطار الرعدية العديد من البيوت، حيث طالب قاطنوها بالترحيل نحو سكنات لائقة.
واضطر العديد من سكان حي المحتشد، لمغادرة منازلهم في تلك الليلة، بسبب الكمية المعتبرة من مياه الأمطار التي غمرت البيوت و تسبب ذلك في تسجيل تلف الأجهزة الكهرومنزلية و الأفرشة.
وبالطاية، تدخل عمال حظيرة البلدية لفتح المجاري على مستوى عدد من المشاتي و إنقاذ المواطنين العالقين داخل سكناتهم، ممن لم يستطيعوا مغادرتها بسبب قوة السيول و صعوبة السير في الطرقات. وتم إنقاذ عائلة كانت عالقة بقرية «أولاد عدوان»، وتحويلها مباشرة إلى دار الشباب بالتجمع السكاني «أم العجول» للإقامة هناك، مع نقل أحد أفرادها إلى المستشفى بعد إصابته.
واستنجدت مصالح بلدية الطاية بآليات المقاولات الخاصة، حتى من الولايات المجاورة مثل ميلة، و ذلك من أجل فتح الطرقات وإجلاء العائلات ورؤوس المواشي التي كانت عالقة ببعض القرى.
ولم يختلف الأمر كثيرا في بلدية أولاد صابر، أين تم إجلاء عائلة كانت عالقة بقرية «السوايح»، بسبب قوة سيول الأمطار الغزيرة المتساقطة. ونتيجة سوء الأحوال الجوية بالمنطقة، تم تسجيل تساقط صخور جبلية بالطريق الوطني رقم 76 و بالضبط على مستوى النقطة المسماة «تاوريث يعقوب» التابعة لبلدية قنزات في الجهة الشمالية، ما أدى إلى غلق المحور المذكور أمام مستعملي المركبات.
وسارعت مصالح الأشغال العمومية بالتنسيق مع عمال حظيرة البلدية، إلى إزالة جميع المخلفات، ثم إعادة فتح الطريق دون تسجيل أي خسائر مادية أو بشرية.
مصالح بلدية آيت نوال مزادة الشمالية، تدخلت بدورها لإزالة مخلفات تساقط الحجارة الصخرية جراء تهاطل الأمطار الغزيرة بالمنطقة، بعدما تسبب ذلك في غلق الطريق المؤدي من مركز البلدية إلى مقر فرقة الدرك الوطني.
كما عرفت مدينة العلمة غرق العديد من الطرقات الرئيسية و الداخلية، ما استدعى تسخير مصالح البلدية لجميع الإمكانيات المادية و البشرية لفك انسداد المجاري و امتصاص المياه. وكان حي «صخري» أكثر الأحياء المتضررة، بعد أن اجتاحت المياه العديد من السكنات، من بينها شقق في الطابق الأرضي من عمارات السكن الاجتماعي.
الوضعية الصعبة لهذا الحي، جعلت المسؤولين المحليين يسارعون للتواجد رفقة عمال الحظيرة، بهدف الاطمئنان على العائلات و فك انسدادات المجاري. وأكد رئيس البلدية في حديثه مع مواطني الحي، أن السلطات المحلية ستشرع قريبا في إيجاد حل لمشكلة الانسدادات المتواصلة بهدف تفادي حدوث نفس السيناريو عند تساقط الأمطار مستقبلا.
وقالت مصالح بلدية العلمة، إن السبب الأول لانسداد بالبالوعات هو الرمي العشوائي للنفايات من طرف المواطنين، مؤكدة أن العمال عثروا بداخلها على الكثير من الأشياء، من بينها مواد البناء مثل الرمل و الحصى وحتى العجلات المطاطية.
وسارع والي سطيف، في ساعة متأخرة من ليلة الخميس، لتشكيل خلية يقظة لمتابعة آخر تطورات التقلبات الجوية، حيث دعا إلى تجنيد فرق تدخل ميدانية بمشاركة كل القطاعات، مهمتها الرئيسية فك جميع الانسدادات في النقاط السوداء ورفع مخلفات الرمي العشوائي، خصوصا بالطرقات الرئيسية و التجمعات السكانية الكبيرة.
وأكدت إدارة الديوان الوطني للتطهير لمنطقة سطيف، أنها تدخل في بلديات سطيف، العلمة، القلتة الزرقاء وعين آرنات، من خلال تكليف 23 عون استغلال و ثلاث رؤساء مراكز وتسخير شاحنتين هيدروليكية وست شاحنات عادية، حيث تم تسريح 58 مشعبا و52 بالوعة.
وأكدت مديرية الحماية المدنية، أنها تدخلت في العديد من البلديات، مثل بئر العرش، حمام السخنة، عين الحجر، العلمة و سطيف، لإجلاء العالقين بسبب مياه الأمطار، مشيرة إلى أن مستوى المياه بلغ في بعض المناطق 60 سنتيمترا، وأوضحت بأن مصالحها لم تسجل أي خسائر بشرية. أحمد خليل