أدانت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء سكيكدة، أمس، المسمى (ر.م)، بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، راحت ضحيته المسماة (ت.ب) و أصدرت في حقه حكما بالسجن المؤبد، بينما التمس النائب العام تسليط عقوبة الإعدام، مؤكدا في مرافعته أن التهمة قائمة في حق المتهم.
حيثيات القضية تعود إلى 16 أوت 2021، عندما تلقت فرقة الدرك الوطني ببلدية عين قشرة، مكالمة هاتفية من أحد المواطنين بقرية بودوخة، تفيد بتعرض المسماة (ت-ب) البالغة من العمر 51 سنة و الساكنة ببلدية الحامة في ولاية قسنطينة، لطعنات قاتلة بالحقل المحادي لمنزل والدتها من طرف شخص مجهول الهوية، حيث فارقت الحياة بمكان يسمى السرى و بتنقل مصالح الدرك إلى مسرح الجريمة و معاينة جثة الضحية، تبين أنها أصيبت بآلة حادة على مستوى الجانب الأيمن للبطن بجرح عميق.
و بعد نقلها إلى المستشفى و معاينتها من طرف الطبيب، تبين أنها تعرضت لعشر طعنات متفرقة على مستوى الرقبة للجهة اليمنى بطول 4 سم و أربع طعنات على مستوى الجانب العلوي تحت الإبط بطول حوالي 2 سم و طعنتين في الجانب الأيمن من البطن بطول 2 سم و جرح سطحي على مستوى أصبع العنصر لليد اليمنى.
و قد توصلت الضبطية القضائية خلال مراحل التحري، إلى أن المسماة (ه.ب)، جارة الضحية، شاهدت الواقعة و هي من قامت بإخطار أحد الجيران للتبليغ و باستغلال شهادتها و الأوصاف المقدمة للجاني و كذا من خلال الاستماع، إلى ابن الضحية الذي صرح بأن والدته متزوجة عرفيا من شخص يدعى (ر.م)، يحمل نفس أوصاف الفاعل و توجد مشاكل عائلية بينهما و باستغلال كشف سجل المكالمات الهاتفية بعد تسخير المتعامل الخاص، توصل المحققون إلى تحديد هوية المشتبه به و يتعلق الأمر بزوجها، حيث تبين أنه في تاريخ الوقائع، كان يهاتفها من ولايات قسنطينة، ميلة و جيجل، قبل أن يصل إلى مكان إقامتها بقرية بودوخة في بلدية عين قشرة و آخر مكالمة أجراها مع الضحية كانت في صبيحة الجريمة و بالتحديد من على الساعة السادسة و 18 دقيقة و بالتحديد في منطقة عين طيور ببلدية القرارم قوقة بولاية ميلة، ثم قام بإجراء مكالمة أخرى من إقليم ولاية جيجل، في حدود العاشرة و أربعون دقيقة صباحا و هو توقيت عودة الفاعل أدراجه بعد ارتكابه للجريمة.
الضبطية القضائية و مواصلة للتحقيق، قامت باستيفاء جميع الإجراءات القانونية، من خلال تمديد اختصاص بالتنقل إلى قسنطينة من أجل تفتيش منزل المشتبه به صاحب شريحة الهاتف المسمى (ع.ل) و كذا زوج الضحية (ر.م) القاطنين بحي بن شرقي، ليتم توقيفهما و سماعهما بخصوص قضية الاشتباه في قتل الضحية.
أثناء المحاكمة اعترف المتهم بالجرم المنسوب إليه و صرح أنه و بتاريخ الوقائع، تنقل من مدينة قسنطينة إلى قرية بودوخة عن طريق الحافلات و اتصل بزوجته عن طريق الهاتف من رقم مسجل باسم صديقه و بوصوله إلى منزل والدة زوجته، لم يجد أي شخص، فخرج من الباب الخلفي المؤدي إلى البستان، ليشاهد شخصا يتراوح سنه بين 45 إلى 50 سنة في وضعية مخلة مع زوجته، فلم يتمالك نفسه من شدة الغضب و قام بإزهاق روحها بواسطة سكين كان يحمله في جيبه.
كمال واسطة