أدانت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء سكيكدة، أمس، خمسة أشخاص بجناية التخريب العمدي والإتلاف لخط السكة الحديدية والذي من شأنه عرقلة حركة المرور وتشكيل خطر على أمن السكة الحديدية والسرقة الموصوفة المقترنة بظروف التعدد واستحضار مركبة لتسهيل الهروب وإخفاء أشياء مسروقة، وأصدرت في حق أربعة منهم أحكاما تتراوح بين 4 و 6 سنوات سجنا، فيما برأت المتهم الخامس (ك.ز)، بينما التمس النائب العام تسليط عقوبات بين 7 و 12 سنة سجنا.
حيثيات القضية تعود إلى 30 نوفمبر 2021، عندما تلقت مصالح الفرقة الإقليمية للدرك الوطني ببلدية بكوش لخضر، مكالمة هاتفية من قاعة العمليات بالمجموعة الإقليمية للدرك في سكيكدة، تفيد تلقيهم اتصالا هاتفيا من طرف مواطن عبر الرقم الأخضر، يبلغهم بوجود شخص مشبوه يتجول أمام خط السكة الحديدية بالقرب من محطة القطار القديمة المغلقة المسماة «زيت العنبة»، والواقعة بقرية سيدي سعيد.
وبتفتيش ومراقبة المكان، لم تلاحظ مصالح الدرك ما يلفت للانتباه، ليتم الاتصال بالممثل القانوني للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، بفرع عنابة، بغرض تفقد خط السكة إن كان تعرض لعملية سرقة أو تخريب. وفي نفس اليوم، بلغت الشركة بشكوى عن عملية سرقة استهدفت 25 برغيا و11 صفيحة حديدية، تستعمل لتثبيت السكة الحديدية بالعوارض على مستوى الخط المار بقرية سيدي سعيد، وعلى الفور تم تشكيل دورية من طرف مصالح الدرك والتنقل إلى المكان بالاستعانة بتقنيي مسرح الجريمة، حيث قاموا بأخذ صور لكنهم لم يعثروا على أي دليل أو آثار تساعد في التحقيق.
وبتاريخ الثالث من ديسمبر 2021، تلقت مصالح الدرك معلومات موثوقة، تفيد بقيام شخص مجهول بإخفاء المسروقات بإحكام وسط الأحراش بالقرب من خط السكة الحديدية، وعليه، تقرر الرجوع إلى مسرح الجريمة وتوسيع دائرة التمشيط، حيث تم العثور على جميع المسروقات مخبأة داخل الأحراش ومموهة بالحشائش قرب المحطة، ليتم استرجاعها وتسليمها للشركة، مع مراقبة الأشخاص محل شبهة وأماكن تنقلهم، ومن بينهم المسمى (ش.ل).
واستمرارا للتحقيق، تلقت مصالح الدرك يوم الخامس من ديسمبر 2021 في حدود منتصف الليل، اتصالا من طرف المسمى (ش.ه)، يعلمهم فيه بأن ابنه المسمى (ش.ل)، متواجد في المنزل العائلي وهو في حالة متقدمة من السكر، مضيفا بأنه قام بسبه وتهديده وبتكسير النوافذ والأبواب، ليتم التنقل إلى عين المكان، وتوقيف المعني واقتياده إلى مقر الفرقة كإجراء وقائي.
وبسماع الضبطية القضائية لصاحب الشكوى في اليوم الموالي، صرح بأن ابنه وصديقه المقيم في قرية سيدي سعيد وصاحب الجرار الفلاحي القاطن بقرية بومعيزة، هم من قاموا بسرقة براغي وصفائح السكة الحديدية بغرض بيعها لأصحاب الخردوات ومن هنا انكشف لغز جريمة السرقة، ليتم الوصول إلى المتهمين وتوقيفهم.
وأثناء المحاكمة أنكر متهمون الجرم المنسوب إليهم ونفوا تواجدهم بمسرح الجريمة عند وقوعها، فيما اعترف آخرون ومنهم صاحب الجرار الذي صرح بأن (ر.ب) و(ش.ل)، قاما بتوقيفه بينما كان يقود الجرار وطلبا منه نقل حمولة من الحديد إلى حظيرة المسمى (ك.ز)، هذا الأخير صرح بأن القطعة الحديدية التي استرجعتها الضبطية القضائية من مقر حظيرته، اشتراها من شخص لا يتذكر ملامحه، مضيفا بأنه تاجر مختص في استرجاع المواد المعدنية القابلة للتصنيع والمواد غير المعدنية للرسكلة.
أما الممثل القانوني للشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية، فرع عنابة، فقد صرح بأن السرقة التي استهدفت 25 برغيا و11 صفيحة من خط السكة الحديدية، تسببت في توقيف حركة القطارات وعلى وجه الخصوص قطار نقل المسافرين على خط العاصمة عنابة على مستوى محطة عزابة.
كمال واسطة
