تسابق محافظة الغابات لولاية الطارف، الزمن، لجني محصول الفلين تفاديا لتعرضه للتلف جراء حرائق الصيف، حيث تجري حملة الجني التي انطلقت، مؤخرا، من غابة الدولة ببلدية بوثلجة على قدم وساق بتسخير الوسائل والإمكانيات لإنقاذ غابات ومساحات الفلين.
وتتوقع المصالح المعنية، تحقيق إنتاج إجمالي يفوق 12 ألف ستار من الفلين البلوطي مع نهاية الحملة، منها حوالي 4 آلاف ستار من الفلين الذكري و 8 آلاف فلين إنتاجي، بمعدل 10 قناطير للهكتار، على مساحة مجنية تقارب 3500 هكتار. وحسب مصدر مسؤول، فإن حملة جني الفلين تجري حاليا في ظروف حسنة وبوتيرة متسارعة، بعد أن أسندت العملية للمؤسسة الوطنية للهندسة الريفية بابور جيجل، التي أقامت عدة ورشات موزعة عبر البلديات الغابية التي تمسها الحملة، للإسراع في جني مساحات الفلين المبرمجة والتي ستوفر مداخيل للخزينة العمومية تتجاوز 10 ملايير سنتيم. كما ستمكن ورشات الجني من استحداث حوالي 300 منصب موسمي لبطالي ساكنة المناطق الجبلية والحدودية التي تنتشر بها غابات الفلين بكثافة وتبقى بمثابة مصدر رزق لأهالي هذه المناطق، بالنظر لمناصب الشغل الموسمية التي توفرها لهم أثناء فترة الجني. وتم تسخير كل الوسائل والإمكانيات المادية والبشرية، من أجل الإسراع في جني مساحات الفلين وتحويل المحصول نحو المخازن المخصصة له، للحفاظ على جودته وحمايته من كل أشكال التلف والأضرار الناجمة عن سوء العوامل المناخية وخصوصا الحرائق الصيفية. وأفاد المصدر، بأن حملة الجني تجري تحت المتابعة والمرافقة الميدانية لأعوان مقاطعات الغابات المنتشرين عبر تراب الولاية، للوقوف على مدى احترام شروط الجني وسير العملية.
ويرتكز نشاط جني الفلين ببلديات بوحجار، الطارف، القالة، بوقوس وبوثلجة الرائدة في هذا المجال، حسب المصدر، بينما سجل تراجع كبير لظاهرة نهب وسرقة وتهريب الفلين بنسب 95 بالمائة، بفضل تشديد الرقابة والملاحقة الميدانية والقانونية للمخالفين. وكشف المتحدث عن تسطير برنامج سنوي لتوسيع وتجديد مساحات الفلين وإعادة تشجير المساحات المحروقة، بغرس حوالي ألف هكتار سنويا، علاوة على وضع تحفيزات لتشجيع المستثمرين على اقتحام نشاط تحويل الفلين، خاصة أن المنتوج المحلي يبقى ذا جودة عالية، غير أنه يواجه مشكلة التسويق والكساد في غياب وحدات تحويلية مختصة محليا و وطنيا، ما يجعله عرضة للتلف جراء بقائه مكدسا في المخازن، ما يضطر إدارة الغابات في عديد الأحيان، لبيعه بالتراضي، بعد فشل عمليات البيع بالمزاد العلني. وقالت مصادر أخرى على صلة بالملف، إن حملة الجني تعطلت بسبب بعض الصعوبات التي تواجهها، لاسيما الحرارة المرتفعة والرياح الساخنة التي تصعب من نزع الفلين، زيادة على نقص اليد العاملة، بالنظر لكون عملية الجني حساسة وتتطلب العمالة المؤهلة. ولم تتجاوز الكمية التي تم جمعها لحد الآن، 200 ستار، ما أثار مخاوف من مغبة تأثير ذلك سلبا على سير الحملة. وتشير مصالح الغابات، إلى أن ثروة الفلين البلوطي بالولاية، تتربع على مساحة 80 ألف هكتار، ما يمثل نسبة 60 بالمائة من المساحة الإجمالية للغابات المقدرة بـ168 ألف هكتار وهو ما جعل المنطقة رائدة في إنتاج الفلين، حيث تأتي الطارف في المرتبة الثانية وطنيا، بعد ولاية تيزي وزو، من ناحية وفرة المنتوج الذي يسوق جله خارج الولاية وكذا نحو التصدير، في غياب وحدات محلية للتحويل، كان من شأنها إعطاء هذه الثروة القيمة المضافة واستحداث مواطن الشغل.
نوري.ح
