يعتزم مسؤولو قطاع الموارد بقالمة، ربط بلديتي الفجوج و بوعاتي محمود و قرية حمام أولاد علي، بنظام سد بوحمدان الممون لمدينة قالمة، كحل استعجالي للتخفيف من أزمة العطش التي تعرفها المنطقة منذ بداية فصل الصيف، بعد تراجع احتياطي بئر الفجوج المنجز قبل 20 عاما، متأثرا بموجة جفاف قوية تجتاح قالمة في السنوات الأخيرة و كان لها الأثر الكبير على الاحتياطات المائية الجوفية.
و قالت مصادر من مديرية الموارد المائية بقالمة للنصر يوم الثلاثاء بأن مشروع ربط خزانات المياه ببلدية الفجوج بنظام سد بوحمدان قيد الانطلاق، بعد إعداد دفتر الشروط و تعيين شركة الإنجاز، التي ستتولى مد قناة جر تنقل مياه الشرب القادمة من محطة المعالجة العملاقة بسد بوحمدان إلى نظام التوزيع ببلديتي الفجوج و بوعاتي محمود و قرية حمام برادع، الواقعة ببلدية هليوبوليس، المتضررة أيضا من تراجع احتياطي بئر الفجوج.
و يتوقع أن يشرب سكان الفجوج و بوعاتي محمود من نظام سد بوحمدان في غضون الأيام القليلة القادمة، إذا تمكنت شركة الإنجاز من تجاوز العقبات الميدانية المتوقعة، و جندت إمكاناتها المادية و البشرية اللازمة لشق مسار القناة و وضع أنابيب الجر و ربطها بنظام بئر الفجوج.
و حسب نفس المصدر فإن حلا آخر قيد الدراسة للقضاء نهائيا على أزمة المياه بالبلديتين المذكورتين، من خلال بناء نظام جديد للجر و الضخ من آبار حمام برادع إلى نظام الفجوج بوعاتي محمود و حمام برادع، الممتد على مسافة تقارب 15 كلم تغطي أكثر من 28 ألف ساكن يعيشون وضعا صعبا منذ عدة أشهر، بعد أن هبط منسوب بئر الفجوج و لم تعد المضخات تجد مياه تخرجها من البئر العميق و تدفع بها إلى الخزانات العطشى.
و من جهة أخرى تنقلت لجنة معاينة من مديرية الموارد المائية و دائرة حمام دباغ، أمس الثلاثاء، إلى بلدية بوحمدان، للوقوف على الوضع الصعب الذي يعيشه السكان هناك، حيث تسود المخاوف من تراجع المنابع الطبيعية التي ظلت تزود السكان بمياه الشرب منذ عقود طويلة لكنها تأثرت بالجفاف الطويل و لم تعد قادرة عل تلبية حاجيات السكان.
و تبحث اللجنة عن حلول مستعجلة لتوفير كميات إضافية من مياه الشرب سكان بوحمدان، من خلال تهيئة المزيد من المنابع الطبيعية و ربطها بنظام عين شويخة و مواصلة التنقيب عن المياه الجوفية الشحيحة بمنطقة بوحمدان التي يوجد بها أكبر سد بولاية قالمة، لكن أغلب سكانها لا يشربون منه لأن بوحمدان غير مرتبطة بنظام الضخ القديم، و هي تنتظر تشغيل القناة العملاقة باتجاه مدن و قرى سهل الجنوب الكبير، المشروع الحلم الذي تراهن عليه المنطقة للقضاء النهائي على أزمة مياه الشرب الآخذة في التفاقم بين سنة و أخرى بسبب موجات الجفاف المتعاقبة على المنطقة.
و قد لجأت شركة الجزائرية للمياه بقالمة إلى نظام الصهاريج المتنقلة لتزويد سكان البلديات المتضررة من أزمة العطش بينها الفجوج، بوحمدان و بوعاتي محمود، في انتظار الشتاء القادم لتعبئة مصادر المياه الجوفية، و سد بوحمدان الذي يواصل التراجع، و ينذر بأزمة قد تطال نصف سكان الولاية إذا استمر الوضع المناخي المتطرف لأشهر أخرى قادمة.
فريد.غ