انتقد فلاحون بأم البواقي، نهاية الأسبوع المنقضي، العراقيل التي تواجههم في نشاطهم بعديد الشعب وفي مقدمتها شعبة الحبوب الشتوية، مطالبين الوالي بتجسيد الوعود إلى حلول واقعية، في ظل تراجع الأرقام المتعلقة بالمحاصيل الكبرى، من جهته وعد الوالي بالسعي لتجاوز كل المشاكل الموضوعية المطروحة.
وخلال لقاء الفلاحين مع والي أم البواقي، انتقد رئيس المجلس لشعبة الثوم، الواعر عزوز، تأخر تسليم رخص حفر الآبار، ملتمسا من السلطات الولائية اعتماد مشاريع تحويلية لمادة الثوم، حتى لا تتلف كميات معتبرة منها سنويا، أما منتج الحبوب والزيتون وكذا زيت الزيتون بعين ببوش، الفلاح مفتي بلقاسم، فتحدث عن تأخر ربط قاطني مشتة المالح بالكهرباء، رغم أن عددهم 24 عائلة سددت مستحقات الربط قبل سنتين، وهي الفترة التي تقدموا فيها كذلك بطلب لتمكينهم من قارورات غاز البروبان دون أن يتم التجسيد، وطرح الفلاح نفسه إشكالية عدم ربط 500 عائلة بمشتة الواسعة ببريش بالماء والكهرباء في غياب تعبيد الطريق المؤدي لسكناتهم.
وانتقد فلاح بمشتة الرحية، عدم ربط سكان مشتة حصرام بالكهرباء منذ سنة 2008، مؤكدا بأنه يملك نحو ألفي شجرة زيتون دون أن يُمنح رخصة حفر بئر فلاحي، وبعين كرشة انتقد مزارع يقطن بمشتة بوصلاعة عدم إقامة مشروع التحويلات الكبرى للمياه من سد بني هارون، مشيرا إلى أن المدينة بها 27 ألف هكتار صالحة للزراعة وأنجز بها خزانان دون أن يتم استغلالهما، كما أن المشتة التي تقطنها 14 عائلة دون كهرباء منذ سنوات.
وذهب الفلاح رغيس عبد المالك من مشتة قليف بعين الزيتون، للتأكيد بأن مزارعين لم يستفيدوا من البذور، رغم أن فترة الحرث والبذر لم يتبق لها الكثير، بينما يفترض تسليمها شهري سبتمبر وأكتوبر، مطالبا السلطات الولائية بتخصيص شباك بالفلاحين على مستوى الوكالة البنكية تجنبا للطوابير الطويلة، التي تجعلهم يستغنون عن خدمة الأرض ويتوجهون لإتمام إجراءات إدارية.
وانتقد عديد الفلاحين البيروقراطية الحاصلة على مستوى بعض تعاونيات الحبوب، مع التأخر في توزيع البذور، مطالبين باستقدام تلك التي تقاوم الجفاف وتتلاءم مع الطبيعة الجغرافية للمنطقة، كما كان الحال مع بذور السنوات الماضية، وتحدث فلاح من الحرملية عن رفض القائمين على تعاونية عين مليلة، تسليم مزارعين بمدينتي أولاد زواي والحرملية لبذور الشعير، وهي التي تتناسب مع المنطقة ذات الأرضية المالحة، كما انتقد آخر «تجاوزات» في منح عقود الامتياز، أين أكد بأن العقود لا تمنح للمستغلين الفعليين للأراضي وتمنح بطرق ملتوية لغرباء يتسببون حسبه، في تراجع الإنتاج بالولاية، نتيجة عدم استغلالهم للأراضي الصالحة للزراعة.
من جهته والي أم البواقي، سمير نفلة، أكد في رده على انشغالات الفلاحين بأنه سيضع حدا للكشوف التقييمية التي تعد قبل سنتين للربط بالكهرباء، وسيتم تسريع العملية، متعهدا كذلك برفع جميع الصعوبات التي تعترض الفلاحين، وأشار بخصوص رخص حفر الآبار، إلى أن الرخصة تسلم في أجل شهر، وكل من لم يتحصل عليها خلال هذه المدة، عليه التقدم لمكتب الوالي مباشرة، واعدا بتخصيص يوم لاستقبال الفلاحين، ومؤكدا بأن أزيد من 1060 رخصة حفر آبار سلمت خلال هذه السنة، وهي سابقة بالولاية.
وبخصوص الربط بالكهرباء والغاز، أضاف الوالي بأن كل التعليمات أعطيت للإسراع في تجسيد برنامج الولاية، والكثير من المشاريع التي كانت متوقفة تم الانطلاق فيها وإجراءات إسنادها ستكون في الأيام القادمة، مبينا بأنه سيتابع العملية عن قرب، خاصة بعد أن تم رفع جميع المشاكل التي تواجه شركة الكهرباء.
وأضاف الوالي بأن كل الفلاحين سيتحصلون على الكهرباء قبل نهاية السنة الجارية، معتبرا بأن 2023 ستكون سنة التحدي في ما يخص مشاريع الغاز والكهرباء الموجهة للفلاحين، وبـن الولاية ستبلغ نسبا كبيرة في مجال التغطية بالمادتين، وبخصوص تركيب قارورات البروبان، فتم، مثلما أوضح المسؤول، تسجيل نقص في منتوج القارورات على المستوى الوطني، حيث ذكر أن الولاية عقدت اجتماعا مع المدير الجهوي لشركة نفطال ناحية قسنطينة و وعد بتوفير القارورات منتصف شهر نوفمبر، وبالنسبة لتسوية العقار الفلاحي، أضاف الوالي بأنه سيسعى بكل الطرق لإعادة دراسة الملفات وتفعيل اللجنة الولائية المنصبة لحل جميع الإشكالات العالقة.
أحمد ذيب
