قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بتسليط عقوبة المؤبد في حق متهم رئيسي بالمتاجرة بالمخدرات، يلقب «بالشنوة»، مع معاقبة 3 متهمين آخرين، بـ 12 سنة سجنا نافذا، في صفقة تسليم 29 قرصا مهلوسا داخل إقامة بحي الريم، حيث ساهم شرطي متسرب في الإطاحة بأفرادها والكشف عن هوياتهم.
وقد التمس ممثل الحق العام في حق المتهمين، عقوبة المؤبد عن جناية القيام بطريقة غير مشروعة بالحيازة ونقل ووضع والشراء قصد البيع لمؤثرات عقلية في إطار جماعة إجرامية منظمة وجنحة التهريب باستعمال وسيلة نقل وجنحة تبيض الأموال في إطار جماعة إجرامية منظمة .
وتعود وقائع القضية، إلى ورود معلومات لدى المصلحة الجهوية لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات بعنابة، مفادها وجود شبكة إجرامية تختص في الاتجار غير المشروع بالمؤثرات العقلية وبعد أن تمكن الشرطي الذي أخفى هويته الحقيقية كعنصر متسرب، من ربط علاقة وهمية مع عناصرها وتعلق الأمر بالمدعو «الحاج»، حيث عرض عليه تزويده بكمية معتبرة من المؤثرات العقلية لإعادة بيعها وتم ضرب موعد لإتمام الصفقة يوم الجمعة الموافق لـ 20 أفريل 2024، بإقامة بن عمر بحي الريم، أين نصب كمين محكم في الفترة الصباحية بموقف الإقامة وبعد عدة اتصالات التقى العنصر المتسرب بالمدعو الحاج، الأخير تقدم على متن مركبة من نوع (إيفوك) بيضاء اللون، مرفوقا بشخص وقام بركنها بالقرب من مركبة العنصر المتسرب ونزل منها مرافقه يدعى «السوفي»، الذي ركب سيارة الشرطي للتأكد من المبلغ المالي المقابل لكمية المؤثرات العقلية المتفق عليها، بعدها اتصل هاتفيا بالمدعو الحاج وأخطره بأنه تأكد فعلا من المبلغ المالي مقابل كمية المؤثرات العقلية وبعد فترة زمنية وجيزة تقدمت سيارة من نوع (سيات إبيزا) بيضاء اللون إلى موقف السيارات وتم ركنها بجانب سيارة العنصر المتسرب، حيث قام السائق بفتح الباب الخلفي للسيارة دون النزول منها، ليتقدم منه العنصر المتسرب وأنزل كيسين بلاستكيين بهما كمية من المؤثرات العقلية وبعدها قام العنصر المتسرب بإعطاء الإشارة المتفق عليها إلى عناصر الضبطية الذين قاموا بمداهمة المكان وتوقيف المدعو «السوفي»، فيما تمكن باقي أفراد الشبكة من الفرار على متن السيارتين إلى وجهة مجهولة.
وحسب الوقائع التي جاءت في جلسة المحاكمة، فإن العملية أسفرت عن توقيف المدعو (ب.ص) وحجز كمية من المؤثرات العقلية من نوع بريغابالين 300 ملغ قدرت بـ 29605 كبسولات، كما تم حجز هاتف نقال لدى المشتبه فيه الذي أبدى مقاومة عنيفة أثناء التوقيف، ما استلزم استعمال المسدس ذو الدفع الكهربائي من أجل السيطرة عليه واستكمالا للتحقيقات، تم توقيف 3 متهمين آخرين ينشطون ضمن الشبكة، أحدهما فر إلى تونس بعد توقيف شركائه.
ولدى سماع المشتبه (ب.ص)، صرح بأنه وصبيحة الوقائع، اتصل به المدعو «الشنوا» وأخبره بأنه ينتظره أسفل منزله على متن سيارة سياحية من نوع (إيفوك) بيضاء اللون وفور ركوبه سيارة «الشنوا»، أخطره الأخير بأنه بصدد إبرام وإتمام بيع مؤثرات عقلية من نوع بريغابالين 300 ملغ وأنه سيستعين به في هذه الصفقة واتصل بعدها بالمدعو «سكرباتي» الذي طلب منه التوجه إلى البناء الفوضوي بحي فخارين غرب وسط المدينة، من أجل جلب كمية من المؤثرات العقلية وأن يبقى معه على اتصال إلى غاية أن يحدد له مكان إتمام الصفقة من أجل ملاقاته، مضيفا أنه وأثناء ركوبه مع المسمى «الشنوا»، اتصل المكنى الحاج وأخطره بأنه متوجه نحوه (إقامة الجوهرة بحي سيدي عاشور ) وبعد وصولهم إلى هناك، طلب منه المدعو الشينوا النزول من السيارة لحساب وتفقد المبلغ المالي مقابل كمية المؤثرات العقلية وبعد قيامه بذلك، أخبره أن المبلغ كامل وبعد برهة من الزمن، شاهد سيارة من نوع (سيات ابيزا) ذات اللون الأبيض، مقتادة من قبل المدعو سكرباتي تركن بجانبهم، أين تكفل المسمى الحاج بإنزال كيسين كبيرين ذات اللون الأسود، حينها داهمت الشرطة المكان وتم توقيفه، بينما تمكن كل من المكنى «سكرباتي» و» الشينوة» من الفرار إلى وجهة مجهولة على متن سيارتهما.
وأكد المتهم الموقوف، أن كمية المؤثرات العقلية المحجوزة هي ملك للمدعوان «الشينوة» و «سكرباتي» وأن دوره في هاته العملية يكمن في حساب وتفقد المبلغ المالي مقابل كمية المؤثرات العقلية، كما أنه على علم مسبق بالمشاركة في صفقة بيع مؤثرات عقلية منذ حوالي ثلاثة 3 أشهر وأن المدعو «الشينوة»، من بين كبار تجار المخدرات والمؤثرات العقلية. ولدى استجواب كل من المتهمين (ب.ب) و (ز.ع) أنكرا التهم المنسوبة إليهما .
حسين دريدح
