سلّطت، أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حق شخص في العقد الثاني من العمر، تمت متابعته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام مع الحجر القانوني.
القضية ترجع لتاريخ السابع والعشرين من شهر جوان من السنة الماضية، عندما اهتز حي مصطفى بن بولعيد بمدينة أم البواقي، على وقع شجار عنيف بين مجموعة شباب، أين تبادلوا الضرب باستعمال العصي والهراوات، ليتدخل عدد من الجيران أين قاموا بفكّ الشجار، وإبعاد شابين كانا ضمن المتخاصمين بينهما المتهم (ح.أ.س.د)، الذي توجه مباشرة صوب سكنه العائلي، وقام برفع خنجر وعاد لمكان الشجار، أين قصد الضحية (ر.م) المكنى «صدام»، ودخل معه في ملاسنات حادة، ليقوم بتوجيه طعنتين لجسده، تسببت في إسقاطه أرضا غارقا في شلال من الدماء، لينقل الضحية على جناح السرعة لمصلحة الاستعجالات بمستشفى محمد بوضياف، أين فارق الحياة.
وباشرت حينها مصالح الشرطة بأمن ولاية أم البواقي تحقيقات، تمكنت من خلالها من توقيف المتهم، واسترجاع سلاح الجريمة، واعترف الموقوف خلال جميع مراحل التحقيق كما في جلسة المحاكمة بالجرم المنسوب إليه، مبينا بأنه دخل في خلاف مع مجموعة شبان من جيرانه، الذين كانوا جالسين أمام العمارة التي يقطنها، وكاد الشجار أن يتطور في البداية، غير أن عددا من الجيران تدخل وقام بفكه، ليتوجه لمنزله العائلي ويحمل خنجرا أخفاه داخل ملابسه، وعند مغادرته السكن تقدم منه الضحية، الذي لم يتشاجر معه وبادر بسبه ومحاولة الاعتداء عليه بعصا خشبية كانت بيده، ليستل خنجره ويوجه ضربات لجسد الضحية دون أن يقصد قتله، بل كان يسعى لتخويفه رفقة المجموعة التي كان برفقتها، حسب تصريحاته.
وكشف تقرير التشريح الذي أعده الطبيب الشرعي، أن الوفاة ناتجة عن عنف، وبأن الضحية أصيب بضربتين الأولى في القفص الصدري والثانية جهة القلب، أين أصابته الطعنتان في البطين الأيسر للقلب وتبين إصابته في الجهة الخلفية للرأس.
وأكد المتهم بأنه تناول أدوية مهلوسة لحظة مغادرته لسكنه، وصرح أن الضحية دخل في حالة هيجان لما شاهده يحمل خنجرا، معللا اقترافه الجريمة، بقيام الضحية رفقة مجموعة شبانية ببيع الأدوية المهلوسة في محيط العمارة التي يقطنها، الأمر الذي أثار حفيظته، وجعله يدخل في مناوشات معهم، فيما صرح والد الضحية، بأن الجاني هو من يبيع الأدوية المهلوسة وليس ابنه، مؤكدا بأن 3 شبان هم من قتلوه وليس المتهم لوحده.
من جهته ممثل النيابة العامة، أوضح في مرافعته بأن الضحية تلقى إصابة قاتلة نقل بسببها للمستشفى، أين لفظ أنفاسه الأخيرة، ليتبين بأن السبب تلقيه طعنات في الجهة اليسرى لجسده، كما أن الطبيب الشرعي أكد بأن الوفاة ناتجة عن عنف، مضيفا بأن القصد الجنائي متوفر وهو اتجاه نية المتهم لقتل الضحية من خلال قوة الضربات التي تعرض لها. أحمد ذيب