أدانت الغرفة الثانية بمجلس قضاء سكيكدة أول أمس، أفراد شبكة وطنية للمتاجرة بالمخدرات تتكون من تسعة أشخاص بينهم امرأة وشقيقها، ويمتد نشاطها من المغرب إلى بشار وسكيكدة، وأصدرت أحكاما تتراوح بين 6 و10 سنوات حبسا نافذة، مع الأمر بالقبض على أربعة متهمين في حالة فرار.
وتوبع المتهمون بجنحة الحصول والشراء قصد البيع للمواد المخدرة بطريقة غير مشروعة، وتخزين المواد المخدرة بطريقة غير مشروعة، وجنحة نقل وتخزين المواد المخدرة بطريقة غير مشروعة، والمشاركة في تخزين ونقل المواد المخدرة، بينما التمس ممثل الحق العام تسليط عقوبة تتراوح بين 15 سنة سجنا وغرامة مالية قدرها خمس ملايين دينار لثلاثة منهم ينحدرون من ولاية سكيكدة، و10 سنوات سجنا و20 ألف دينار لثلاثة آخرين، مع الأمر بالقبض ضد أربعة متهمين في حالة فرار ينحدرون من سكيكدة وبشار.
حيثيات القضية، تعود إلى 22 ماي الفارط، بعد ورود معلومات إلى فرقة الأبحاث للدرك الوطني بسكيكدة تفيد بوجود شخص بصدد القيام بإدخال كمية معتبرة من المخدرات قادما من بشار عبر سيارته الخاصة، ليتم وضع خطة محكمة وغلق كل المنافذ عبر مخارج ومداخل الولاية، ما مكّن من الإطاحة بالمتهم عبر محور الدوران بمنطقة جسر الرأس ببلدية رمضان جمال.
وبتفتيش المركبة بالاستعانة بالكلاب المدربة، تم نزع العجلتين الخلفيتين وتبين وجود فجوتين على الجانبين الأيمن و الأيسر للسيارة لجعلهما مخبأ لتخزين المخدرات، حيث عُثر على 69 صفيحة كيف معالج بوزن 6 كلغ و 897.2 غرام. وبينت التحقيقات أن الأمر يتعلق بشبكة لها امتداد دولي، من خلال جلب المخدرات من المغرب مرورا بمدينة بشار إلى غاية سكيكدة.
وجاء في المحاكمة أن كل فرد من الشبكة كان مكلفا بمهمة معينة، حيث هناك من يقوم بجلب المخدرات من الحدود المغربية الجزائرية إلى غاية بشار بسيارته الخاصة، بينما يقوم آخرون بتحويل المخدرات إلى منزل تابع لهم، ويتكفل البعض بتخزينها في السيارة في حين تقوم مجموعة بتأمين الطريق وبيع وترويج المخدرات وسط الشباب والمستهلكين بمختلف الولايات.
وكشفت التحقيقات حسب ما دار في المحاكمة، أن مكالمات هاتفية أجراها "بارونات" للمخدرات ينحدرون من المغرب مع آخرين من ولاية بشار لترتيب تسليم شحنة من الكيف، حيث عرض المتهم الرئيسي الذي ينحدر من سكيكدة (ج.ع.ك) على ابن خاله (ح.ع.س) صفقة لجلب شحنة من المغرب مقابل عمولة قدرها 100 مليون سنتيم، وتم الاتفاق على جلب 7 كلغ من الكيف من بشار شهر ماي على متن سيارته الشخصية بعد ضمان وتأمينه مسلك الطريق، أين وصل المتهم بسيارته رفقة المسماة (هـ.م) من سكيكدة وشقيقها (م.أ.ع.ر)، وتم إخفاء المخدرات بين العجلتين الخلفيتين على أن يلتقوا بحي الزرامنة بمدينة سكيكدة.
أثناء المحاكمة اعترف المتهم (ح.ع.س) الذي كان يقود السيارة، أنه يعرف مكان شحن المخدرات من المسكن المخصص لها، والذي يتكفل بجلبها من المغرب المسمى (و.ي) من ولاية بشار رفقة المسمى (م.و)، حيث كان الاتصال مع أفراد الشبكة من سكيكدة وبقية الولايات يتم عن طريق تطبيق "واتساب" ثم يتكفل آخرون بضمان تأمين الطريق من خلال السفر قبلهم سواء في السيارة أو الحافلة، إذ يتقاضى الشخص الذي يكون عبر السيارة في حال نجاح العملية مبالغ بين 100 مليون سنتيم عن شحنة بوزن 70 كلغ، و50 مليون سنتيم عن شحنة بوزن 50 كلغ. كمال واسطة
