قام يوم أمس العشرات من سكان منطقة الطريشة بإقليم بلدية مرسط 34 كلم شمال تبسة، بقطع الطريق الوطني رقم 16 في جزئه الرابط بين بلديتهم وعاصمة الولاية بإحراق العجلات المطاطية، احتجاجا على ما وصفوه بوضعيتهم المزرية التي يتخبطون فيها منذ سنوات ولم تجد طريقها إلى الحل وفي مقدمتها، انعدام المياه الصالحة للشرب التي غابت عنهم منذ فترة طويلة.
المحتجون ذكروا أنهم أصبحوا يجلبون 3 صهاريج من المياه في كل أسبوع للمنطقة لملء خزان المياه، وإعادة توزيعه على السكان، ويرون أنها كمية قليلة جدا وغير كافية و لا تلبي احتياجات سكان المنطقة الذين وضعوا مجموعة دلاء في موقع الاحتجاج تعبيرا عن غضبهم وسخطهم الشديدين لانعدام الماء، الذي بات هاجسهم الأكبر، فضلا على انعدام الكهرباء الريفية عن جل سكان المنطقة،
حيث كشف أحد المحتجين أن نسبة التغطية بالكهرباء الريفية لا تغطي سوى نسبة 60 بالمائة.
زيادة على أن منطقة الطريشة مركز تفتقر إلى شبكة الإنارة العمومية، والغاز الطبيعي ومختلف المرافق الحياتية الضرورية المساعدة على الاستقرار، ناهيك عن وضعية العيادة الطبية المغلقة، والتي أكد بشأنها المحتجون أنها تفتقر للكثير من الوسائل، فحتى الحقن غير متوفرة، وهو ما يدفع بالسكان إلى التنقل إلى البلدية وعاصمة الولاية.نفس الوضعية الصعبة تعيشها المدرسة الابتدائية باسط عبد الباسط التي تنعدم بها المياه و انعدام الأبواب في دورات المياه، مما يفرض على التلاميذ قضاء حاجاتهم البيولوجية في العراء، وباتوا مجبرين على التزود بقوارير المياه المعدنية يوميا وسط المحافظ المدرسية لاسيما مع شدة الحرارة هذه الأيام.
كما طرح المحتجون تأخر بلدية مرسط في توزيع المحافظ المدرسية على مستحقيها من التلاميذ وهي المحافظ التي وزعت اليوم فقط فارغة من الأدوات المدرسية، وهو ما دفعهم إلى المطالبة بفتح تحقيق في القضية.
و قد تدخل رئيس الفرع البلدي لاحتواء الموقف، إلا أنه لم يتمكن من ذلك وكادت الأمور تخرج عن السيطرة، ليتم طرده من طرف السكان.
وطرح سكان الطريشة قضية الفرع البلدي الذي يشتغل به ابن رئيس البلدية، الذي اتهموه بالتقصير في تلبية احتياجاتهم ليتواصل احتجاج السكان،الذين رفضوا إعادة فتح الطريق في وجه حركة المرور التي تأثرت كثيرا، أين اصطفت العشرات من المركبات في الاتجاهين، فيما لجأ البعض من مستعملي الطريق إلى المسالك الريفية لمواصلة طريقهم.
نائب رئيس بلدية مرسط ، أوضح أن المنطقة استفادت من بئر عميقة للتزود بالمياه الصالحة للشرب، كما استفادت من مشروع لرد الاعتبار للطريق، على أن تدرس بقية الانشغالات في أقرب الآجال الممكنة.
ع.نصيب