استعاد الموقع الحموي حمام قرفة، الواقع جنوبي قالمة، أهميته السياحية والاقتصادية بعد سنوات طويلة من الإهمال والنسيان، عندما تحول إلى مكان مهجور من النادر أن يقصده السياح وسكان المنطقة للاستمتاع بجماله والاستحمام في منابعه المعدنية الساخنة، التي ظلت تتدفق بلا انقطاع منذ عقود طويلة.
أخيرا أدركت بلدية عين العربي المالكة أهمية الموقع، وأطلقت مشروعا للتطوير في مسعى جاد لتحويل حمام قرفة إلى موقع سياحي ومورد اقتصادي يدعم خزينة البلدية التي تعاني من نقص الموارد الجبائية التي تعينها على التنمية والاستجابة لانشغالات السكان.
وتتكون المرحلة الأولى من مشروع التطوير من قسمين، الأول يتعلق بدراسة جيوتقنية لإحصاء المنابع الساخنة وتهيئتها وجر مياهها إلى أحواض الاستحمام والسباحة المزمع إنجازها مستقبلا، والقسم الثاني يتعلق بترميم مبنى قديم به غرف استحمام ظلت تستقبل السياح وسكان المنطقة على مدى سنوات طويلة قبل أن تتدهور وتتحول إلى غرف مهجورة.
ويعتمد مشروع التطوير على ميزانية البلدية بغلاف مالي يتجاوز 11 مليون دينار، ويتوقع نهاية العمل به شهر جوان القادم، حيث توشك أشغال الترميم بقسم الاستحمام وبناء الأحواض وجر المنابع الساخنة على الانتهاء.
وتسعى بلدية عين العربي للحصول على عقد امتياز يتيح لها بناء مركب سياحي حموي على مساحة 40 ألف متر مربع بحمام قرفة، بغلاف مالي يبلغ 120 مليون دينار، ويتكون مركب المستقبل من حمام معدني و»بناغل» ومسابح وفضاء لممارسة الأنشطة الرياضية والألعاب المائية ومساحات خضراء ومواقف للسيارات.
وتوجد ببلدية عين العربي منابع مائية ساخنة بمنطقتي حمام قرفة وحمام بلحشاني، وبدأ المستثمرون الخواص يقصدون هذا المورد الحموي الثمين لإقامة مركبات سياحية داعمة للاقتصاد المحلي والسياحة الحموية المستقطبة للزوار على مدار العام.
ويقع حمام قرفة المعدني بجوار الطريق الولائي 123 والطريق الوطني 81 الرابط بين وادي الزناتي وإقليم ولاية سوق أهراس، وهو موقع مشجع على الاستثمار في مجال السياحة الحموية ذات الفوائد الصحية والاقتصادية الهامة.
فريد.غ