سلّطت، في ساعة متأخرة من عشية أمس الأول، محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، أحكاما تصل لـ10 سنوات سجنا، في حق أفراد شبكة وطنية مختصة في سرقة السيارات السياحية، استهدفت سيارات مؤسسات عمومية وخاصة.
هيئة المحكمة قضت بإدانة كل من المتهمين (ب.ر) و(م.م) بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا وأدانت المتهم المنحدر من منطقة بئر العرش بولاية سطيف المسمى (م.ع) بعقوبة 3 سنوات سجنا نافذا، وبرّأت ساحة صاحب محل لتركيب لوحات ترقيم السيارات بمدينة عين البيضاء المدعو (ش.م.إ)، و (ص.أ) زوجة المتهم (م.م).
وتوبع المتهمون جميعا بجنايتي تكوين جمعية أشرار بغرض الإعداد لارتكاب جنايات والسرقة المقترنة بظروف التعدد الليل واستعمال مفاتيح مصطنعة واستحضار مركبة ذات محرك بغرض تسهيل الفعل والهروب، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة 20 سنة سجنا نافذا لجميع المتهمين.
القضية عالجتها نهاية شهر جانفي من سنة 2021، المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية أم البواقي ممثلة في فرقة البحث والتدخل وفرقة قمع الإجرام وكذا فرقة مكافحة الاتجار غير الشرعي بالمخدرات، أين تمكنت من الإطاحة بشبكة إجرامية وطنية مختصة في سرقة المركبات السياحية من نوع «رونو سامبول» و»داسيا ستاب واي» و»بيجو بارتنار»، مع توقيف 3 أشخاص وحجز مركبتين ومجموعة من المعدات والأغراض تستعمل في هذا النشاط. وتمت معالجة القضية على إثر تسجيل مصالح الشرطة لعدة قضايا متعلقة بسرقة مركبات سياحية بإقليم ولاية أم البواقي، ليتم على الفور وضع خطة عمل محكمة التنسيق، تم من خلالها الترصد للمشتبه فيهم، أين تم توقيف شخصين ينحدران من مدينة عين البيضاء، وبمواصلة التحقيق في القضية تم التوصل إلى تحديد هوية العنصر الثالث وتوقيفه والذي ينحدر من مدينة عين فكرون. وبعد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة تم تفتيش منازل المشتبه فيهم والعثور بداخلها على معدات ووسائل تستعمل في السرقة وكذا بعض الأغراض تعود للضحايا كانت مخبأة داخل مركباتهم المسروقة.
التحقيقات الأمنية أثبتت ضلوع الشبكة في عديد السرقات التي استهدفت المركبات السياحية، أين يمتد نشاطها وطنيا من خلال عنصرها الفار المسمى (ب.ي) والذي تبين بأنه يتنقل بين عناصر الشبكة ويقوم بإقحامهم للعمل لصالحه باستعمال هويتين وكنية أخرى، تجنبا للمتابعة القضائية، كما اتضح بأن المعني يقوم في كل مرة بالتنقل عبر ولايات مختلفة عبر الوطن، ويستأجر له سكنات يقوم بواسطتها بالتحضير رفقة المتهمين والتخطيط لعمليات السطو، مع تنفيذ العمليات ليلا، والفرار بواسطة المركبات المسروقة التي يعاد بيعها دون أن يتم تفكيكها.
وتقوم الشبكة برصد لمركبات جديدة ونظيفة الهيكل، إلى غاية معرفة مكان ركنها ليلا، وتبين بأن جل العمليات نفذت في فترة الحجر الصحي لسنة 2020، أين كُثفت عملية السطو خلال شهر نوفمبر من نفس السنة، واستهدفت العديد من المركبات، ومنها سيارة تابعة لولاية أم البواقي من نوع «رونو سامبول» كان سائقها يستعد للتنقل في مهمة للمسيلة، وكذا مركبة «إكسبراس» تابعة للمؤسسة الجهوية للهندسة الريفية «الهضاب»، وسيارة أخرى تابعة لشركة الأدوية «بيوفارم» بالرغاية العاصمة، إلى جانب استهداف سيارة أستاذة تعليم ثانوي من نوع «ستاب واي» وأخرى من نوع «بارتنار تيبي» لدركي متقاعد وسيارة «داسيا ستاب واي» لمهندس معماري.
واتضح بأن عناصر الشبكة تستعمل مفاتيح مصطنعة وبطاقات ذاكرة لفتح المركبات المستهدفة، أين نجحوا في فتح وتشغيل محركات جميع السيارات المستهدفة دون إحداث كسور، كما اتضح بأن كل فرد ينجح في سرقة سيارة يتم تسليمه مبلغ 10 ملايين سنتيم، نظير المركبة التي قام بسرقتها.
أحمد ذيب
