كشف، يوم أمس، مدير المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الاستعجالات الطبية الجراحية بن عبيد بولاية برج بوعريريج، وهي تحتفل بالذكرى الأولى لافتتاح المستشفى بعد مرور عام على استلامه و دخوله حيز الخدمة، عن إجراء 1802 عملية جراحية في مختلف التخصصات، بعد عناء طويل وتأخر كبير في إنجاز هذه المصحة استمر لأزيد من 17 سنة، واستدعى حينها إصدار تعليمات صارمة من رئيس الجمهورية لوضع حد لتأخر الأشغال وافتتاحه.
وأشار مدير المؤسسة الاستشفائية، حزمون إبراهيم، للنصر، إلى الأثر الإيجابي لاستغلال المصلحة في تخصصات الاستعجالات الطبية الجراحية، الأمر الذي خفف من الضغط على مستشفى بوزيدي الولائي وساعد على تحسين واقع الخدمات الصحية بالولاية، فضلا عن التخفيف من متاعب وعناء المرضى الذين كانوا ينتظرون موعد عملياتهم لأشهر، قبل أن تشهد الولاية افتتاح هذه المؤسسة الاستشفائية خلال العام الفارط، ما سمح بالتقليص من فترة الانتظار، وإجراء العدد المذكور من العمليات الجراحية، بمعدل 150 عملية في الشهر و 5 يوميا، بالتنسيق مع مختلف المؤسسات الاستشفائية العمومية وعلى رأسها مستشفى بوزيدي.
و زيادة على هذا تتوفر المؤسسة الاستشفائية حسب ما تم تأكيده من قبل نفس المسؤول، على الإمكانيات اللازمة لاستقبال المرضى، في مختلف التخصصات، حيث أجرت على مدار العام الفارط 250 عملية في الجراحة العامة، و 970 في جراحة العيون، و 252 عملية في جراحة الأعصاب، و200 في جراحة الأنف والحنجرة و 80 في جراحة الأطفال و 37 في جراحة العظام.
وعرفت المؤسسة الاستشفائية تأخرا في وتيرة الانجاز لمدة تزيد عن 17 سنة، بالنظر إلى التجاوزات والعراقيل التي لازمت المشروع منذ تسجيله، والتي كانت سببا في توقف الأشغال وتباطؤ وتيرتها، وتجاوزات بلغت أروقة العدالة لتسجيل عيوب في الانجاز وعقد الصفقات مشبوهة، الأمر الذي استدعى تدخل وزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد حينها، الذي تنقل في زيارة تفقدية للمشروع بأمر من رئيس الجمهورية، ليتم بعدها بثلاثة أيام إرسال لجنة للتحقيق والتفتيش والمعاينة التقنية، التي رفعت جملة من التحفظات وأعدت تقريرا مفصلا عن المشروع وأهم النقائص، ما عجل بتشخيص الوضع وإعادة بعث الورشة ورفع جميع التحفظات، بالإضافة إلى تصويب الأخطاء التقنية والإدارية، وتسجيل عمليات لإتمام ما تبقى من أشغال وإجراء تعديلات في توصيل مختلف الشبكات، وصيانة أغلب الأجزاء المتضررة بالمستشفى، مع تسجيل عمليات للتجهيز بالمعدات الطبية بمبلغ مالي قدره 90 مليار سنتيم.
وفيما سجل المشروع بمبلغ 395 مليار سنتيم، بعنوان مستشفى جراحة العظام، وافقت الحكومة نهاية سنة 2018، على مقترح تحويله إلى مستشفى للاستعجالات الطبية الجراحية، لتوسيع دائرة الاستفادة من خدماته وعدم حصرها في جراحة العظام، إلى تخصصات أخرى من أهمها الجراحة العامة وجراحة الأطفال وجراحة المخ والأعصاب والتخدير والإنعاش وإعادة التأهيل الوظيفي، وطب وجراحة العيون.
ويأتي هذا الإجراء استجابة إلى الاستراتيجية الجديدة للقطاع، بإقامة أقطاب طبية والتوجه إلى إنشاء مستشفيات للاستعجالات الطبية المتخصصة، لمسايرة الطب الحديث وتخفيف الضغط عن المستشفيات العمومية وتقليص مدة العلاج إلى حدها الأدنى، والتقليص من معاناة ومتاعب المرضى من خلال توفير مختلف التجهيزات والمعدات الطبية ومختلف التخصصات، لتقديم المتابعة والعلاج اللازم على مستوى نفس المؤسسة الاستشفائية، دون عناء إرسال المرضى وتحويلهم إلى مستشفيات أخرى متخصصة أو لإجراء التحاليل والكشف بالأشعة، وهو ما يطمح المرضى وأهاليهم إلى تجسيده، مع توسيع دائرة الاستفادة والاستغلال الكلي لمختلف الأجنحة على المؤسسة الاستشفائية بن عبيد.
وتم الشروع في استغلال المؤسسة تدريجيا، حيث خصصت قبل افتتاحها كمصحة خاصة باستقبال المرضى والحالات المشتبه في إصابتها بالكوفيد منذ بداية ظهور الوباء، قبل أن يشرف وزير الصحة السابق، شهر أفريل من العام الفارط، على افتتاحها ودخولها حيز الخدمة في الاستعجالات الطبية الجراحية .
ع/ بوعبدالله