أعلنت مؤسسة الجزائرية للمياه بعنابة، أمس، عن تسجيل ارتفاع في نسبة تعكر المياه القادمة من سد ماكسة، ما اضطر مصالحها لإيقاف عملية المعالجة بالمحطة، حيث تجري عملية تنظيف المنشآت في محطة المعالجة من أجل تسريع عودتها إلى النشاط فور انخفاض نسبة التعكر إلى المستوى العادي، ما يسهل عملية المعالجة و توزيع المياه.
و شرعت ذات المصالح، في تجسيد مشروع تجديد و توسيع المجمع الرئيسي للتطهير، لمحاربة الأمراض المتنقلة عبر المياه، حيث تتركز أغلب المشاريع ببلديتي عنابة والبوني، بغلاف مالي يقر بـ 300 مليار سنتيم، خصص جزء معتبر من المبلغ لإعادة الاعتبار والتجديد لمحطات التطهير، بعضها لم تستفد من عمليات الصيانة منذ 1983. وحسب مديرية الموارد المائية لولاية عنابة، فقد كانت الانطلاقة بالمجمع الرئيسي للتطهير بمنطقة ما قبل الميناء، الذي تم إنجازه خلال فترة 1970 بقطر 800 ملم على طول 325 مترا، ضمن برنامج استئصال النقاط السوداء للأمراض المتنقلة عبر المياه لوسط المدينة.
و وفقا لذات المصدر، فقد استفاد قطاع الموارد المائية مع رفع التجميد عن المشاريع المجمدة، من 50 عملية خاصة بالتطهير، بتخصيص غلاف مالي ضخم قدره 4 آلاف مليار سنتيم لحماية الولاية من الفيضانات و تطهير قنوات الصرف الصحي و مياه الأمطار .
وأرجعت مديرة المواد المائية، تراجع حدة الفيضانات مقارنة بالسنوات الماضية، نتيجة للتحضير المسبق للتقلبات الجوية، بإطلاق أشغال الجهر وتنظيف الأودية والمجاري المائية، مع فتح منافذ للمصبات الكبرى وصيانة محطات الرفع و وضعها في حالة تأهب لامتصاص المياه، حيث قامت ذات المصالح بأشغال كبرى على مستوى مصب واد سيبوس المؤدي إلى البحر، حيث تم إخراج آلاف الأطنان من الوحل والطمي من مجرى الوادي، استعملت فيها آليات كبيرة، إلى جانب خرسنة الوادي والمصبات وإنجاز محطة رفع القريبة.
و في نفس السياق، سجلت بعض النقاط التي شهدت فيضانات خاصة بحي سيبوس، أين ينتظر بداية أشغال تجديد الشبكات قريبا و ذلك نتيجة للتساقط الغزير للأمطار مع نهاية الأسبوع الماضي.
و في سياق ذي صلة، أطلقت مديرية الموارد المائية لولاية عنابة، أشغال تجديد قنوات المياه الصالحة للشرب على طول 42 كلم كشطر أول، بعد رفع التجميد عن مشروعين هامين يتعلقان بتجديد أنبوب جر المياه إلى محطة المعالجة بالشعيبة على مسافة 8.5 كلم، مع تجديد175 كلم من الشبكات الثانوية للمياه التي تزود المواطنين، ما يسمح لشركة الجزائرية للمياه بتحسين برنامج التوزيع.
و استنادا لمديرة الموارد المائية، بريكي جميلة، فإن العملية ستسمح بتجسيد المشاريع التي ستنجز على مراحل، في استرجاع كميات هامة من المياه، إلى جانب الجهود التي بذلت في هذه الفترة، من خلال أشغال الإصلاح على مستوى القنوات الرئيسية القادمة من الطارف والتي مكنت من استرجاع كميات هامة من المياه الضائعة التي قدرت بـ 9 آلاف متر مكعب على مستوى قناة سد ماكسة و6 آلاف من قناة سد الشافية الذي ارتفعت نسبة امتلائه من 8 إلى 14 بالمائة مع تساقط الأمطار الأخيرة.
وأكدت، بريكي، أن تحسين خدمة التزود بالمياه الشروب، مرتبط بتجديد خط نقل المياه من الطارف إلى عنابة وكذا القضاء على التسربات على مستوى الشبكات، حيث تشير التقديرات إلى ضياع نحو 40 بالمائة من المياه التي تنطلق من السدود باتجاه الخزانات على مستوى مختلف بلديات الولاية، ما يطرح إشكالا كبيرا في نظام توزيع المياه.
وبحسب بريكي، فقد تم وضع خطة لتسيير المخزون، بسبب انخفاض قدرة تخزين سد الشافية الممون الرئيس بالمياه لولاية عنابة،
و تقليص مدة التزود مع تعديل برنامج التوزيع، حيث أصبح 61 بالمائة من مشتركي الجزائرية للمياه يتزودون بالمياه مرة واحدة كل 3 أيام و 14 بالمائة يتزودون مرة كل أربع أيام و 8 بالمائة مرة كل خمس أيام و 17 بالمائة مرة كل يومين حسب خصوصية كل منطقة، حيث تحصي ذات المصالح 180 ألف زبون بتعداد سكاني يتجاوز 800 ألف نسمة.
حسين دريدح