خصصت وزارة الثقافة والفنون، غلافا ماليا قدره 12 مليار سنتيم، لترميم كنيسة القديس سيبريان التاريخية المتواجد بقلب واجهة البحر (ساحة الثورة) بمدينة القالة في الطارف، بتحويلها إلى متحف ثقافي– سياحي.
وكشف الوالي في تصريح للنصر، خلال حفل التكريم الذي أقامه، سهرة الخميس، على شرف العائلة الفنية بمناسبة العيد الوطني للفنان بساحة الاستقلال، عن إسدائه كل التعليمات للمصالح المعنية للإسراع في استكمال واتخاذ الإجراءات الإدارية والتقنية، بما فيها التعجيل في الإعلان عن المناقصة الوطنية لاختيار مؤسسة الإنجاز المختصة، التي سيوكل لها المشروع للانطلاق في أقرب وقت لإعادة الاعتبار لكنيسة القالة المغلقة وغير المستغلة منذ سنوات.
فيما قال مصدر مسؤول، أن الكنيسة توجد في حالة مزرية بفعل الانهيارات الجزئية التي تقع في كل مرة، خصوصا من ناحية الأسقف العلوية، جراء الإهمال الذي طالها لعقود من الزمن بسبب عدم التكفل بترميمها دوريا سواء من قبل البلدية أو مديرية الثقافة للحفاظ عليها واستغلالها في ما يعود بالصالح العام والمنفعة على المدينة، خاصة تنشيط وتشجيع السياحة المحلية من خلال التعريف بهذه القطعة الأثرية الهامة، ذلك أن كنيسة القالة تعد أقدم كنيسة في شمال أفريقيا يعود بناؤها إلى القرن الثامن عشر.
وأكد الوالي أنه وبمجرد الانتهاء من ترميم كنيسة القالة سيتم تحويلها إلى متحف يعنى بإبراز الموروث الثقافي، السياحي والتاريخي للولاية، مع دعمها بمختلف القطع الأثرية الشاهدة على تعاقب الحضارات بالمنطقة وهو ما من شأنه إعطاء دفع للسياحة المحلية والحركة الثقافية والتاريخية، معلنا عن استفادة قطاع الثقافة برسم البرنامج القطاعي لهذه السنة، من مبلغ قدره 6 ملايير سنتيم لإعادة الاعتبار لمتحف الخرز بشبه الجزيرة في القالة والذي يوجد في حالة مزرية وبات مهددا بالانهيار، على أن يتم تخصيص الرواق الموجود في الهواء الطلق الذي يطل على البحر، كفضاء للفنانين التشكيليين، بعد أن تم إطلاق عدة حملات للتنظيف وتزيين قلعة الطاحونة المتواجدة بأعالي مدينة القالة والتي تطل على البحر، في انتظار الفصل في ملف الموقع لإخضاعه لترميم شامل.
وتم إصدار قرار بمنح تراخيص للفنانين لممارسة مختلف الأنشطة الفنية بطريقة قانونية ومنظمة خلال موسم الاصطياف، على غرار رسم اللوحات الفنية وعرضها للبيع للمصطافين، بيع الحرف الثقافية وتنظيم السهرات الفنية، إلى جانب فتح المجال أمام متعهدي ومنظمي الحفلات بإشراك الفنانين في العملية بطريقة قانونية، فضلا عن إشراكهم في التنموية المحلية، بإعطاء تصور ومخططات هندسية من شأنها أن تعطي نمطا عمرانيا مميزا وتضفي جمالا على المرافق العمومية والمشاريع المحلية.
من جانبه كشف مدير الثقافة لولاية الطارف، عز الدين عبد القادر، للنصر، عن مشروع لتسجيل ترميم قصر لالة فاطمة ببلدية العيون الذي يعول عليه ليصبح وجهة سياحية بامتياز، بتشجيع الاستثمار الثقافي والسياحي، بعد أن تم، مؤخرا، تصنيف ثلاثة مواقع ثقافية ويتعلق الأمر بكل من الحصن الفرنسي، الكنيسة وقصر لآلة فاطمة، على أن يتم في غضون، الأيام المقبلة، إدراج ملف غار الماعز ببلدية الشافية، ضمن جدول أعمال اللجنة الوطنية للتصنيف، مع العلم بأن ولاية الطارف، يضيف المتحدث، تعد بمثابة فضاء مفتوح في الهواء الطلق للمواقع الأثرية والتاريخية، حيث تحصي أزيد من 346 موقعا عبر الولاية، ما دفع مصالحه لتنسيق العمل مع الجهات الأمنية المختصة، للحفاظ على الموروث الثقافي المحلي بالتصدي ومحاربة شبكات تهريب القطع الأثرية والتعدي على المواقع الأثرية، لحماية الموروث الثقافي المحلي، خاصة المتواجد بالمناطق المعزولة والبلديات الحدودية والذي يبقى عرضة للتهريب خاصة ببلديات بوقوس، بوحجار، العيون والزيتونة، أين تم القيام بـ 30 تدخلا، تمت خلاله معالجة عدة قضايا.
نوري.ح