قامت فرقة الأمن والتحري بالحجار، التابعة للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة، أمس، بتفكيك شبكة مختصة في تهجير البشر يمتد نشاطها لعدة ولايات، تقوم بتحضير الرحلات وتجهيز العتاد للحراقة، مقابل مبالغ مالية بالعملة الوطنية والصعبة. وحسب رئيس فرقة الأمن والتحري، الرقيب الأول، بلعيد مراد، فقد تمكنت عناصر الفرقة في إطار محاربة الهجرة غير الشرعية عبر البحر وعلى إثر معلومات مفادها وجود حركة غريبة على ضفاف وادي سيبوس المطل على البحر، تم تشكيل دورية بعد اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة والتنقل إلى عين المكان، ما أسفر عن توقيف 3 أشخاص. وبعد تمشيط المكان، تم العثور على قارب خشبي حديث البناء، وبمواصلة التحقيق، تم توقيف 3 أشخاص آخرين تتراوح أعمارهم ما بين 32 و 43 سنة. واستنادا للمتحدث، فقد تم بعين المكان، إتلاف وحجز محركين بقوة 40 حصانا وآخر بقوة 9.9 أحصنة، جهاز ملاحة بحرية وبوصلة بحرية، صفيحتي بنزين وحقيبتي ظهر. واستنادا لقائد الفرقة، فإن أربعة موقوفين مشتبه فيهم بتنظيم الرحلات وآخر مهمته نقل المرشحين للهجرة السرية إلى موقع الانطلاق، بينهم الشاب الموقوف، في انتظار التحاق الأفراد الآخرين، كما أن القارب الخشبي المحجوز، غير آمن للإبحار، حيث يستخدم في الصيد لمسافة قريبة ولا يتحمل مسافة طويلة للوصول للضفة الأخرى من المتوسط وهو ما يشكل خطرا على «الحراقة» ضحايا هذه الشبكة المختصة في تهجير البشر، دون الوعي والحفاظ على سلامة الأرواح.
ومن خلال تحقيقات الدرك الوطني، فقد تم الكشف عن هوية الأشخاص الذين يقفون وراء تنظيم رحلات الهجرة على متن قوارب الصيد، انطلاقا من شاطئ سيبوس عبر الوادي، أين يخبئون القوارب والمعدات داخل الأحراش، كما تجري عملية الملاحقة لتوقيف أشخاص آخرين ينشطون ضمن المجموعة، يتواجدون في حالة فرار.
وحسب مصادرنا، فقد اعترف موقوفون أمام محققي الضبطية القضائية، بتنظيم الرحلات انطلاقا من شاطئي سيدي سالم وسيبوس، بعد ربط الاتصالات وتكوين الأفواج واستلام الأموال بشراء زوارق مزودة بمحركات بقوة 40 حصانا بخاريا، إلى جانب توفير كمية البنزين اللازمة للوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط، حيث يتراوح عدد الحراقة في كل زورق ما بين 9 و 18 فردا حسب حجم القارب، وأضافوا بأنهم يتحصلون على أرباح باحتساب ثمن الزورق والمحرك والمصاريف الأخرى. وكشفت التحريات ضلوع الموقوفين في تنظيم عدة رحلات للهجرة السرية في الفترة الأخيرة، نحو جزيرتي «لمبيدوزا» و«سردينيا» الإيطاليتين.
حسين دريدح