يشهد الطريق الوطني 31 بمنطقة مركونة ببلدية تازولت، طوابير طويلة للمركبات التي تصطف على مسافة تزيد عن 8 كيلومترات أحيانا، خاصة في أوقات الذروة، باعتباره محور لربط عاصمة الولاية بعديد البلديات الواقعة بالجهتين الشرقية والجنوبية.
وتتشكل الطوابير لدرجة توقف المركبات في بعض الأوقات من قرية الشناتيف إلى غاية مخرج مدينة تازولت، وتزداد حدة في المقطع الممتد بين حاجز الدرك الوطني وحاجز الشرطة. وقد عرف مشروع إنجاز الطريق المزدوج، على مسافة خمسة كيلومترات بمنطقة مركونة ببلدية تازولت، توقفا منذ سنوات بعد أن تطوع مقاولان لإنجازه من أجل إزالة النقطة السوداء على طول المحور والحد من حوادث المرور.
وقد اعترضت مصالح حماية الآثار على توسيع جزء من الطريق ما دفع بمقاولة إلى توقيف الأشغال في جزئها الأول، الأمر الذي جعل مديرية الأشغال العمومية تبحث عن حلول لدفع الشطر الأول حسبما أفاد به مسؤول بالمديرية، نظرا لطبيعة المشروع التطوعي، بما يحول دون توجيه إعذار لمقاولة الإنجاز.
وكانت مقاولتان قد تطوعتا قبل خمس سنوات، لتوسيع وإنجاز طريق مزدوج على طول 5 كيلومترات تمتد من منطقة مركونة من حاجز الدرك الوطني إلى غاية حاجز الشرطة عند مخرج مدينة تازولت، غير أن الجهات المركزية لوزارة الثقافة بعد أن أوفدت لجنة للتقصي حول مسار الطريق التوسعي، رفضت إنجازه في شطره الثاني الممتد من قاعة الحفلات إلى غاية حاجز الشرطة، لتواجد مواقع أثرية منها لوحات فسيفسائية لا تزال محل بحث وتنقيب من فرق الآثار.
وتتولى مقاولة جزءا يمتد من الحاجز الثابت للدرك الوطني بمركونة إلى قاعة الحفلات، فيما تتكفل المقاولة الأخرى بالجزء الثاني من قاعة الحفلات إلى حاجز الشرطة، وعقب قرار مصالح حماية الآثار بمنع الأشغال في الجزء الثاني توقفت المقاولة الأولى عن العمل، حيث ظلت ورشة مفتوحة.
وأكد ذات المسؤول بمديرية الأشغال العمومية، استمرار البحث عن صيغة توافقية لاستكمال المشروع عبر المسار المحدد، من أجل وقف حوادث المرور التي يعرفها هذا الشطر من الطريق واعتبر تغيير المسلك لا يحل المشكلة، وأن مصالح الأشغال العمومية لا يمكنها تغيير المسلك المقترح للتدخل، كون الطريق يصبح بلديا وليس من اختصاص المديرية.
وفي سياق متصل كشف مسؤول بمديرية الثقافة لولاية باتنة للنصر، عن إمكانية تجسيد مشروع إنجاز ازدواجية الطريق بمنطقة مركونة، والذي توقفت به الأشغال لسنوات بسبب اعتراض مصالح حماية الآثار، نظرا لتواجد مواقع أثرية بمساره غير مستكشفة وأخرى وجدت بها آثار على غرار الموزاييك الفسيفسائية.
وأوضح ذات المسؤول، بأن مديرية الثقافة لولاية باتنة قامت نزولا عند طلب الوزارة الوصية، باقتراح حلول لبعث المشروع دون المساس بالمواقع الأثرية، بإعداد تقرير مفصل، ضمن ما يعرف بعلم الآثار الوقائي، والذي بموجبه يمكن تجسيد الطريق بعد توثيق كافة المكتشفات ونقلها نحو المتاحف.
يـاسين عـبوبو