شغلت شركة الكهرباء و الغاز بقالمة، خطوط الإمداد بالكهرباء نحو سكان مزرعة برج مارطة الواقعة ببلدية حمام دباغ، غربي قالمة، خلال الساعات الماضية، بعد سنوات طويلة من المعاناة و اشتعلت المصابيح أخيرا بالبيوت المظلمة، التي طوت اليوم حقبة من البؤس و الحرمان.
و بدا سكان المزرعة، التي تعد امتدادا للمحيط العمراني، للجوهرة السياحية حمام دباغ، في غاية السعادة، هم يودعون حياة الشموع، و يسكتون هدير المحركات، التي كانت تمدهم بقليل من الكهرباء لتشغيل ثلاجة، و تلفاز، و شحن بطارية الهاتف الجوال.
و كان مشروع لربط المزرعة بالطاقة الكهربائية، قد انطلق الصيف الماضي، عندما بدأت فرق العمل في تركيب الأعمدة المعدنية انطلاقا من خط مجاور، و توقع السكان حينها أن تشتعل المصابيح بمنازل المزرعة في غضون أيام قليلة، لكن المشروع عرف بعض التأخر، لكنه اكتمل أخيرا، مبددا ظلاما استمر طويلا بالمزرعة، التي تضم عدة عائلات، وإسطبلات لتربية المواشي، و تشتهر بإنتاج أجود أنواع القمح.
و بالرغم من تواجد المزرعة، على بعد أمتار قليلة من المدينة السياحية حمام دباغ، غير أنها ظلت بلا كهرباء حتى اليوم، ويعتمد سكانها على مولدات صغيرة، كلفتها الكثير من الجهد و المال، حيث عجز الكثير منهم عن تحمل تكاليف الصيانة والوقود، واستسلم للأمر الواقع، معتمدا على ضوء الشمس في النهار، والشموع كلما حل الظلام.
وقال سكان المزرعة للنصر في وقت سابق، بأنهم لم يتوقفوا عن الاتصال بالسلطات المحلية ذات الصلة، للحصول على الكهرباء، قبل ان يتحقق حلمهم منذ عدة أشهر، بعد إدراج مزرعتهم ضمن برنامج جديد أطلقته شركة الكهرباء والغاز بقالمة، لإيصال خطوط الإمداد إلى أكبر عدد ممكن من المستثمرات الفلاحية عبر كل البلديات.
و تعد المستثمرات الفلاحية، قوة اقتصادية هامة بولاية قالمة، فهي مصدر لإنتاج الغذاء من قمح وبقول ولحوم وخضر وفواكه، لكن الكثير من هذه المستثمرات ظل يعاني من العزلة وانعدام الكهرباء والغاز والماء، مما أثر سلبا على الإنتاج واستقرار السكان، وبعد قرار الدولة الرامي إلى تحسين ظروف المعيشة وتقوية الإنتاج، بدأ حال هذه المستثمرات يتغير نحو الأفضل، بعد أن وصلتها الطرقات المعبدة، وخطوط الإمداد بالكهرباء والغاز والمياه.
و كانت مشاركة سكان مزرعة برج مارطة، في مشروع الربط بالكهرباء رمزية، حيث تحملت شركة الكهرباء والغاز العبء المالي الأكبر، إلى جانب خزينة الدولة.
و يأمل هؤلاء السكان في وصول الغاز الطبيعي إلى منازلهم قريبا، حتى تكتمل الفرحة يتحقق الاستقرار لخدمة الأرض، و المساهمة في تطوير الاقتصاد الزراعي الوطني .
و قالت شركة الكهرباء و الغاز بقالمة، في وقت سابق، بأنه و منذ انطلاق البرنامج سنة 2022 الى يومنا هذا، بلغ إجمالي المستثمرات الفلاحية التي تم ربطها بالكهرباء، نحو 915 مستثمرة، بمبلغ مالي قدر بحوالي128 مليار سنتيم، حيث تم إنجاز 54 من محولات الكهرباء، و شبكة إمداد بطول تجاوز 400 كلم.
فريد.غ
