يتوجه كابوس الحوادث المميتة والنقاط السوداء بالمنعرجات والمنحدرات الخطيرة، عبر الطريق الوطني رقم45، في جزئه العابر لإقليم ولاية برج بوعريريج، نحو الانفراج، بعد الموافقة على مقترح إنجاز ازدواجية الطريق، وتخصيص مبلغ مالي قدره 160 مليار سنتيم لذات الغرض.
وأكدت، مصادر مطلعة للنصر، تسجيل المشروع على مسافة قدرها 10.5 كيلومترات، من بلدية الحمادية إلى بلدية العش جنوب الولاية، بعد انتظار طويل على مدار العقدين الفارطين، أين كان مقترح إنجاز ازدواجية الطريق المذكور، يصطدم عادة بالتأجيل من قبل لجنة التحكيم، رغم شكاوى المواطنين ومستعملي الطريق لاسيما القاطنين ببلدية العش والقرى المجاورة له، لما يشكله من خطر دائم، حيث فقدت العديد من العائلات بالمنطقة أفرادا منها في حوادث مميتة، على غرار حادث الاصطدام الذي وقع قبل حوالي 3 سنوات، بين شاحنة وحافلة، ما تسبب في وفاة 6 أشخاص من أبناء المنطقة وتعرض 8 أشخاص آخرين للإصابة بجروح متفاوتة، ناهيك عن عشرات الحوادث المميتة والمجازر المرورية، بما فيها تحول مواكب أفراح إلى مأتم ومعاناة عشرات المواطنين من إعاقات حركية بسبب تعرضهم لحوادث على مستوى النقاط السوداء المنتشرة عبر الطريق، لاسيما المنعرجات والمنحدرات الخطيرة، على غرار المنحدر الواقع بمنطقة (كوسيدار)، قبل إعادة التهيئة وتوسعته، ما سمح بالتقليل من حوادث المرور والتخفيف من خطورتها.ويضاف لهذا المطالب الملح، أهمية هذا المحور الهام من شبكة الطرقات العابرة بإقليم الولاية، إذ يعد حلقة ربط وبوابة رئيسية لحركة تنقل البضائع والأشخاص بين الجنوب والشمال، وشريانا هاما يربط بين البرج والمسيلة ومنها إلى الولايات الأخرى، خاصة بالنسبة لمركبات الوزن الثقيل، سواء ما تعلق منها بحافلات نقل المسافرين والشاحنات المقطورة المخصصة لنقل البضائع والمواد الطاقوية، التي زادت من تدهور وضعيته، حيث كشفت دراسة منجزة أن الحمولة الزائدة لشاحنات الوزن الثقيل، كانت من بين أهم العوامل التي تسببت في تضرر عديد الأجزاء، والحوادث المميتة بالنظر إلى صعوبة التحكم فيها.
ويجري التكفل بمطالب المواطنين وانشغالات السائقين ومستعملي الطريق، تدريجيا، إذ وفقت السلطات الولائية، في تسجيل هذا المشروع الهام، ليضاف إلى العمليات السابقة، حيث سبق وأن تم تخصيص مبلغ قارب 43 مليار سنتيم وإنهاء دراسة المشروع، التي شملت أشغال إعادة التهيئة والتوسعة والتجهيز بإشارات المرور والإشارات الضوئية والحواجز الإسمنتية والمعدنية، لتسهيل حركة المرور وجعلها أكثر انسيابية، فضلا عن التقليل من الحوادث المميتة، خصوصا على مستوى المنعرجات والمنحدرات الخطيرة، من خلال إعادة تهيئتها وتوسيعها، وتوسعة الطريق من 7 أمتار إلى ما يقارب 12 مترا، على مسافة 26 كيلومترا، ما يسمح بعبور ثلاث مركبات في نفس الوقت، وهو ما قلل من الحوادث الخطيرة خلال مناورات التجاوز.
وقد سبق لمديرية الأشغال العمومية، أن قامت بإجراءات منح الصفقة الخاصة بدراسة مشروع إنجاز الازدواجية في الجزء العابر لإقليم ولاية برج بوعريريج. وبتسجيل مشروع الازدواجية، وإتمام أشغال التوسعة وإعادة التهيئة للقضاء على النقاط السوداء، تتلاشى مخاوف المواطنين والسائقين والسلطات المحلية، من الخطورة التي كان يشكلها الطريق على حياة مستعمليه، في وقت يشهد فيه حركية يومية كثيفة ويعتبر من أهم المحاور التي تربط الولايات الجنوبية بالشمال، مرورا بولايتي المسيلة والبرج.
ع/بوعبد الله