شيع أمس جثمان الطفل برجم محفوظ أنيس المسجى بالعلم الوطني الى مثواه الأخير بمقبرة بلدية شلغوم العيد في جو مهيب بحضور حشد كبير من المواطنين والسلطات المحلية.
وطيلة المسلك الذي اتبعه الموكب الجنائزي الذي رفع في مقدمته العلم الوطني من قبل عناصر الكشافة الاسلامية انطلاقا من المنزل العائلي الكائن بتحصيص بن بوالعيد غرب مدينة شلغوم العيد الى غاية المقبرة البلدية بحي الشهداء الواقع شرق المدينة مرورا بمسجد عبد الحميد بن باديس الذي جرت به صلاة الجنازة بعد صلاة العصر على الفقيد انيس بشارع اول نوفمبر ظلت الحناجر مكبرة و موحدة
وفي أجواء حزينة تم استقبال جثمان الطفل برجم محفوظ أنيس أمام البيت العائلي في حدود الساعة الرابعة عشية أمس محمولا في سيارة للحماية المدنية .
ومثلما دخل وخرج لآخر مرة من البيت العائلي كان ذلك تحت التكبيرات والتهليلات والتوحيديات وزغاريد النساء وبكائهن وصيحاتهن فيما ارتفع صوت نسوي عند باب المنزل .
وذكر الإمام في كلمة التأبين التي تمت تحت صيحات التكبير من قبل المشيعين بقيم الأمة الجزائرية التي أساسها الترابط والرحمة , المحبة والأخوة والتآلف وان وقفة المواطنين مع أسرة برجم المكلومة التي بعد ايام عجاف طوال من الانتظار باتت على غيظ والدموع قد حرقت مقالي أفرادها يبرز هذا التضامن والترابط بين افراد المجتمع مذكرا بان الله كرم النفس البشرية وفي نفس الوقت حرم قتلها أو الالقاء بها الى التهلكة
الامام وقد غلبته الدموع شدد على ان من قتل انيس قد قتلنا جميعا وانه من مس جزائريا واحدا فقد اصاب الجزائريين جميعا طالبا من الجهات المسؤولة المختصة الكشف عن المتسبب في هذه المصيبة التي تمنى ان يكون انيس اخرها انزال العقاب الشديد بالفاعلين. منتهيا في الاخير الى الدعاء بالرحمة للفقيد وبالصبر والسلوان لأهله وكذلك فعل والي الولاية في جلسة العمل التي اعقبت عملية دفن أنيس وضمت منتخبي بلديات الدائرة الثلاث والمجتمع المدني مع اعضاء الهيئة التنفيذية حيث وقف الجميع في بداية الجلسة دقيقة صمت ترحما على الفقيد انيس ليشدد – الوالي بعدها على حالة التسيب والتفكك التي اصبح المجتمع يعيشها جراء تخلي بعض افراده عن تمسكهم بتمتين لحمة المجتمع وهو واجب شرعي واخلاقي واساس بناء المجتمع..
ولازال الرأي العام المحلي والوطني ينتظر الكشف عن الحقيقة في اختفاء أنيس وموته.
إبراهيم شليغم