أطلقت مديرية التجهيزات العمومية لولاية عنابة، مؤخرا، برنامجا لترميم 38 ابتدائية على مستوى تسع بلديات، حيث باشرت إجراءات القيام بالصفقات واختيار مؤسسات الإنجاز، للانطلاق مباشرة في الأشغال خلال العطلة الصيفية المقبلة، كإجراء استباقي، لعدم تكرار الأخطاء التي كانت تقع فيها البلديات في عملية ترميم المدارس خارج الآجال المحددة.
وحسب مديرية التجهيزات العمومية، فقد تم إدراج الابتدائيات المعنية، بكل من (عنابة، البوني، الحجار، سيدي عمار، عين الباردة، العلمة، التريعات، واد العنب، شطايبي)، فيما أخذت بلدية البوني أكبر حصة بترميم 12 مؤسسة تربوية، تلتها شطايبي وسيدي عمار.
وجاءت عملية إطلاق مشاريع الترميم، وفقا لمصادرنا، نظرا للحالة المزرية التي آلت إليها عديد المدارس الابتدائية، حيث قامت لجنة ولائية بمتابعة هذا الملف، بزيارة المؤسسات التربوية الموجودة عبر كامل تراب ولاية عنابة، لحصر المؤسسات المتضررة ومن ثم الوقوف على النقائص المتعلقة أساسا بأشغال الطلاء، تغيير الأبواب والنوافذ، أشغال السباكة، إعادة ترميم دورات المياه وتغيير الكتامة، لمنع تسرب المياه إلى الحجرات وحمايتها من الفيضانات وكذا إعادة الاعتبار لنظام التدفئة في الأقسام، لضمان ظروف ملائمة للسنة الدراسية 2024/2025.
وقد حرص والي عنابة، عبد القادر جلاوي، في آخر اجتماع تحضيرا للدخول المدرسي، على الاستعداد المسبق وترميم المؤسسات التربوية في جميع الأطوار وغيرها من المسائل المرتبطة بالدخول المدرسي وطالبهم بتقديم الاحتياجات المالية، للقيام بجميع الأشغال وتغطية المصاريف اللازمة.
وأسندت مصالح ولاية عنابة، عملية ترميم جميع المؤسسات التربوية في الأطوار الثلاثة، للعام الثاني على التوالي، لمديرية التجهيزات العمومية، إلى جانب قيام ذات المصالح بإنجاز المدارس والمجمعات المدرسية الجديدة بمختلف المناطق، منها الأقطاب العمرانية الجديدة، تنفيذا للقرارات الجديدة التي أقرتها الحكومة لتصبح جميع التجهيزات العمومية تحت إشراف وزارة السكن والعمران والمدينة.
وجاء منح عملية المتابعة والإنجاز وكذا الترميم لمديرية التجهيزات العمومية، حسب مصادرنا، كونها تملك قدرات فنية والتقنية وكذا لوجستية، بالإضافة إلى عجز البلديات عن تنفيذ مشاريع إعادة التهيئة في موعدها والشروط التقنية والجودة المطلوبة، حيث بينت أن الأشغال التي جرت على مستوى أغلب الابتدائيات في السنوات الأخيرة، لم تكن ذات جدوى، حيث عادت تسربات المياه والتشققات والتدهور في المرافق المُرممة، بسب التقصير من جانب المتابعة وغياب مكاتب دراسات تتابع الأشغال بشكل دقيق، حيث كانت تحصل البلديات على مبالغ مالية معتبرة من صناديق دعم الجماعات المحلية وكذا ميزانية الولاية، غير أن نفس الابتدائيات التي شملتها إعادة التهيئة، تعود للتدهور من جديد وأحيانا يتم التطوع من قبل الأولياء لإصلاح بعض النقائص.
من جهتها تخلت مديرية التربية لولاية عنابة، عن مسؤولياتها في ترميم المتوسطات والثانويات وأصبح التكفل بها على عاتق مديرية التجهيزات العمومية، حيث يتم تحويل الأموال التي تتحصل عليها في إطار الترميم وكذا إنجاز مؤسسات تربوية جديدة، إلى مديرية التجهيزات العمومية عبر الصناديق التي تنظم العملية.
وفي سياق متصل، يرتقب بداية من الموسم المقبل، تكفل الديوان الوطني للإطعام المدرسي، بعملية تموين وتسيير المطاعم المدرسية في جميع الأطوار، منها الابتدائيات، بسبب المشاكل التي كانت تسجل كل سنة في عملية التموين بالمواد الغذائية وتأخر رصد الميزانية واختيار الممونين، ما يحرم التلاميذ من الحصول على الوجبات الساخنة في موعدها، حيث تم استحداث ديوان خاص يتكفل بالأمر، بهدف ضمان جودة الإطعام المدرسي وتحسين الخدمات المقدمة للتلاميذ.
حسين دريدح
