دعت محافظة الغابات بقالمة، البلديات لاتخاذ إجراءات استباقية للحد من الحرائق الناجمة عن المفارغ العشوائية، المنتشرة بعدة مناطق غابية ومحيطات زراعية وذلك بإنجاز أشرطة واقية تحول دون وصول النيران إلى الوسط الطبيعي في فصل الصيف، مؤكدة بأن إجراءات الوقاية من الحرائق باتت الحلقة الأقوى والأهم ولذا فإن الجميع معني بتدابير الحماية من بلديات ومزارعين ومواطنين.
وقالت المحافظة بأن ما لا يقل عن 19 مفرغة عشوائية موجودة بالوسط الطبيعي، منها مفارغ عالية الخطورة ومفارغ متوسطة الخطورة، بينما توجد مفرغة واحدة مراقبة بمنطقة بوقرقار ببلدية هليوبوليس تستقبل النفايات المنزلية من عدة بلديات بحوض قالمة الكبير.
وقد تم وضع خارطة بيانات تحدد مواقع هذه المفارغ حتى تسهل مراقبتها عندما يحين موسم الحرائق، وتحاول البلديات إيجاد حلول مستدامة لمشكل النفايات المنزلية وحماية الطبيعة، غير أن إمكاناتها المالية تحول دون ذلك، وهي تنتظر مشاريع قطاعية لبناء المزيد من المفارغ المنظمة التي تعتمد على تقنية الردم ومعالجة الإفرازات السائلة ومنع الانبعاثات الغازية.
وتندلع النيران باستمرار بالمفارغ العشوائية بسبب الغازات الناجمة عن تحلل النفايات العضوية، وعندما يلامس الغاز الهواء المشبع بالأوكسجين تشتعل النيران على سطح المفرغة وتتوسع تحت تأثير الرياح التي تنقل المواد المشتعلة على مسافات بعيدة قد تكون كتلا غابة وحراجية أو حقلا زراعيا، كما حدث عدة مرات بمفرغة بلدية بوحشانة المجاورة لغابة من الصنوبر.
وحسب محافظة الغابات فإن البلديات التي يوجد بها أكبر عدد من المفارغ العشوائية هي وادي فراغة بثلاث مفارغ ثم ببلديات برج صباط، عين رقادة ومجاز الصفاء بمفرغتين لكل منهما، بينما توجد مفرغة عشوائية واحدة بنحو 15 بلدية.
ويحول نظام الأحزمة الواقية دون وصول نيران المفارغ إلى الوسط الطبيعي المجاور، ويعتمد هذا النظام على الحرث وتنظيف حواف المفرغة من الغطاء النباتي قبل جفافه، حتى لا تتوسع دائرة الحريق الذي لا يمكن السيطرة عليه عندما يندلع بهذه المفارغ التي صارت أيضا مشكلة بيئية وصحية مثيرة للقلق.
وتعمل سلطات قالمة على تسجيل مشروع مركز للردم التقني بمنطقة عين احساينية، يستقبل النفايات المنزلية التي ينتجها حوض سكاني يتجاوز 60ألف نسمة ما زالوا يعتمدون على المفارغ العشوائية المنتشرة بالوسط الطبيعي.
فريد.غ