يقترب مطلب التعجيل بإنجاز مستشفى 240 سريرا ببلدية رأس الوادي بالجهة الجنوبية الشرقية لولاية برج بوعريريج، من التجسيد، ببلوغه مرحلة إعداد الإجراءات الإدارية والقانونية المتعلقة بمنح الصفقة، بعد انتظار وترقب طويلين، إذ سُجل المشروع منذ مدة تزيد عن 11 سنة ورُفع عنه التجميد مع مطلع سنة 2022، في وقت ما زالت البلدية ترث مستشفى منجزا بالبناء الجاهز، انتهت صلاحيته منذ مدة تزيد عن العقدين.
وأكد والي برج بوعريريج للنصر، كمال نويصر، تسوية أغلب الإجراءات الإدارية والقانونية، تحضيرا لانطلاق المشروع، إذ بلغت مرحلة الإعلان عن العروض ومنح الصفقة، ليتم بعدها تحديد المقاولات المكلفة بالانجاز والشروع في الأشغال، لتعزيز الخدمات الصحية بهذه البلدية التي تعد ثاني أكبر تجمع سكاني بعد عاصمة الولاية، وتستقطب المرضى من مختلف البلديات المجاورة لتلقي العلاج بالمؤسسة الاستشفائية العمومية القديمة أحمد بناني.
وشكلت وضعية هذا المشروع، حيزا هاما من اهتمامات الحركة الجمعوية والمنتخبين، في ظل التأخر المسجل في إعداد وإتمام الإجراءات الإدارية والقانونية، تحضيرا لانطلاق الأشغال، بعد قرار رفع التجميد عنه منذ شهر جانفي من سنة 2022 وتسجيله منذ مدة طويلة، بعدما شمله قرار التجميد بسبب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انكماش المداخيل والأزمة الوبائية سابقا، قبل أن يتم اتخاذ قرار رفع التجميد والإفراج عن المبالغ المالية لعملية الدراسة وإنجاز المستشفى بقيمة إجمالية قدرها 240 مليار سنتيم، ما خلف ارتياحا بين المواطنين، بعد انتظار طويل.
ويرتقب سكان البلدية انطلاق المشروع، لتلبية الحاجة المتزايدة لإنجاز مصحات بطاقة استيعاب كافية، تتماشى والنمو الديمغرافي الذي شهدته البلدية، في وقت ورثت مؤسسات استشفائية قديمة لم تعد قادرة على تغطية الاحتياجات المتزايدة وحجم الطلب على الخدمات الصحية العمومية، حيث تزايدت مطالب الساكنة، بالإسراع في إنجاز المستشفى الجديد المسجل منذ سنة 2013، قبل أن يطاله قرار التجميد في سنة 2016 إلى غاية بداية 2022، ما فاقم من معاناة المرضى بالمنطقة.
مستشفى أحمد بناني القديم الذي يغطي احتياجات سكان الدائرة والبلديات المجاورة، أنجز منذ سنة 1985 بالبناء الجاهز من طرف مقاولة بلجيكية وعرفت البناية على مدار العقدين الفارطين تضررا وتصدعا للجدران والأرضية، بالنظر إلى قدمها وتجاوزها الفترة المحددة للاستغلال، والتي من المفروض حسب المختصين، أن لا تزيد مدتها عن 20 سنة، خصوصا في البنايات الحساسة كالمستشفيات التي تعج يوميا بالمرضى، فضلا عما تشهده هذه المصحة من إقبال كبير، ما جعل مختلف المصالح تعاني من اكتظاظ يومي للمرضى، ناهيك عن التشبع المسجل في المواعيد، وتباعد فتراتها في التخصصات الطبية التي تعرف نقصا في التأطير، فضلا عن المواعيد المتعلقة بإجراء العمليات الجراحية.
وعادة ما يدفع ذلك بإدارة المستشفى إلى الاعتماد على مبادرات الأيام الطبية الجراحية والتنسيق مع المؤسسات الاستشفائية العمومية على مستوى الولاية والوطن، لتوفير التأطير الطبي الكافي والمتخصص لإجراء العمليات الجراحية الدقيقة والعادية، بهدف إفراغ قوائم الانتظار والتخفيف على الطاقم الطبي بالمؤسسة الاستشفائية أحمد بناني، بالإضافة إلى تلبية احتياجات المرضى وإعفائهم من التنقل للعيادات الخاصة ودفع تكاليف باهظة لتلقي العلاج.
ع/بوعبدالله