سلّطت، أول أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، عقوبات تصل لـ10 سنوات سجنا نافذا في حق أفراد عصابة مختصة في سرقة المواشي بولايات الشرق، أين استهدفت موالين من ولايتي قالمة وأم البواقي وزرعت حالة من الرعب والهلع وسط العشرات منهم، نتيجة قيامها بالسطو على ممتلكاتهم بالعنف والتهديد وبالطريقة نفسها، وفي قضية ثانية أدانت هيئة المحكمة عنصرين من عصابة مختصة في سرقة الأبقار بعقوبة 3 سنوات سجنا نافذا. القضية الأولى أدانت فيها هيئة المحكمة المتهم المسمى (م.ل) 24 سنة بعقوبة 5 سنوات سجنا نافذا و500 ألف دينار غرامة مالية، في وقت أدين كل من المتهمين (م.ف) 26 سنة و(و.س) 30 سنة و(ز.ن.إ) 31 سنة و(ر.ز) 31 سنة بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا ومليون دينار غرامة مالية، وهم الذين تمت متابعتهم جميعا بجناية السرقة مع توافر ظروف التهديد باستعمال العنف والليل والتعدد واستحضار مركبة ذات محرك، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة 20 سنة سجنا نافذا ومليوني دينار لجميع المتهمين، وترجع أحداث القضية لتاريخ الثالث عشرة من شهر مارس من السنة الماضية، عندما اقتحم المتهمون منزل الضحية القاطن بمعية زوجته المسنة لوحدهما، وهي التي انفصلت عنه مباشرة بعد عملية السطو هذه، أين قام اللصوص الملثمون بتهديد الضحية الكهل المسمى (س.م) وزوجته (ب.س) باستعمال أسلحة بيضاء، مطالبينهما بمنحهم مبلغ 100 مليون سنتيم الذي يخفيه حسبهم في سكنه، غير أن الكهل رد بأنه لا يحوز هذا المبلغ المالي، الأمر الذي جعل أفراد العصابة تقوم بتكبيل الضحيتين، وتجريدهما من هاتفيهما النقالين، وتفتيش المسكن حتى العثور على بندقية صيد من نوع «سانتيتيان» من عيار 16 ملم والتي ذكر الضحية بأنه جلبها من فرنسا سنة 1987، والتي كانت مخفية أسفل فراشه وبقربها 50 خرطوشة، كما عثر اللصوص على مبلغ 3.5 ملايين سنتيم ومبلغ من العملة الصعبة قدره 100 أورو، كما استولى اللصوص الذين ولجوا مطبخ الضحية وتناولوا ما فيه من مأكولات، على كيس سميد ودلوين من الزيت الغذائي، ليتوجهوا بعدها صوب إسطبل الضحية أين قاموا بشحن 47 رأسا من الماشية على متن مركبة والفرار لوجهة مجهولة. المتهمون الذين ولجوا منزل الضحية المتواجد بدوار لقوادمية بعين ببوش على الواحدة ليلا غادروه على الرابعة فجرا، ليتمكن بعدها الضحية من فك رباطه والتوجه صوب جاره، الذي سارع لنقله لمقر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بعين الديس، التي باشرت تحقيقاتها في القضية، والتي تم الكشف عن هوية مقترفيها في الثامن عشرة من الشهر نفسه، بعد ارتكابهم جريمة سطو مماثلة بمدينة واد الزناتي بإقليم مجلس قضاء ولاية قالمة، والتي فصلت فيها محكمة الجنايات هناك، أين تم التبليغ عن عملية السطو في حينها، ما دفع عناصر الدرك الوطني لنشر معلومات عن أصناف مركبات المعتدين، الذين توقيفهم على الطريقين الوطني رقم 10 بمخرج مدينة أم البواقي والولائي رقم 5 بمخرج مدينة عين الديس، باستعمال المسلفة في ظل محاولة اثنين من المتهمين ويتعلق الأمر بـ»و.س» و»ر.ز» الفرار، كما تم التوصل إلى قيام أحد أفراد العصابة باستعمال هاتف زوجة الضحية للاتصال بمتهم آخر، مع ثبوت وجود اتصالات هاتفية بين بعض أفراد العصابة يوم الحادثة بإقليم مدينة عين ببوش، وتعرف الضحية الكهل على ملامح أعين ثلاثة من المتهمين، مشيرا بأنه مازال يتذكر ملامحهم جيدا والدور الذي قام به كل واحد منهم، أما المتهمون فحاولوا إنكار تورطهم في قضية السرقة، مع إنكار معرفة بعضهم البعض، قبل أن تكشف الشاهدة في الملف المسماة (ق.ن.هـ) التي كانت برفقة المتهم (و.س) على طريق عين الديس، بأنها كانت بمعية المتهم رفقة متهمين آخرين في القضية وهم يستولوا على رؤوس ماشية بواد الزناتي بقالمة، مبينة بأن المتهمين يعرفون بعضهم البعض على عكس ما صرحوا به وكان الضحية قد تعرف على المعتدين من خلال صور فوتوغرافية عرضت عليه، وهو الذي ظلت تصريحاته نفسها حتى جلسة
المحاكمة.
أحمد ذيب