شل تجار مدينة بوسعادة بولاية المسيلة نهار أمس الحركة التجارية، حيث أغلقوا محلاتهم التجارية وأوقفوا جميع الأنشطة الحرفية والمهنية طيلة الفترة الصباحية إلى غاية الساعة منتصف النهار، استجابة لدعوة الفعاليات المطالبة بترقية دائرة بوسعادة إلى ولاية منتدبة.
الحركة الاحتجاجية التي بدأت منذ يوم السبت المنصرم وتواصلت أمس بتجمع جماهيري أمام مقر القباضة البريدية بوسط المدينة، تلتها قراءة بيان جموع المواطنين ممثلي أهالي بوسعادة الموجه إلى رئاسة الجمهورية، والذي يتضمن مطلبا واحدا ،ألا وهو ترقية مدينتهم إلى ولاية.
المحتجون لم يتجرعوا ما وصفوه بإقصاء دائرتهم من المناطق المعنية بالترقية والمعلن عنها خلال الاجتماع الوزاري المصغر المنعقد مؤخرا، حيث أصروا على رفض تطمينات السلطات المحلية بالولاية وفي مقدمتها رسالة والي المسيلة التي أراد تمريرها إلى المحتجين أول أمس خلال دورة المجلس الشعبي الولائي، والتي أكد من خلالها أن مطلب الترقية حق مشروع وهو من أولويات الحكومة السنة المقبلة ضمن مناطق الهضاب العليا.
كما جاب المحتجون عديد الشوارع الرئيسية سلميا قبل أن يصعدوا الموقف بعد الظهيرة، ويتحول البعض إلى الطريق الوطني 08 باتجاه الجزائر العاصمة أين قاموا بغلقه مجددا بواسطة الحجارة والمتاريس والأعمدة الكهربائية، فيما قام البعض الآخر بغلق الطريق الوطني 46 باتجاه ولاية بسكرة، مما عرقل حركة السير عبر المدخلين الشمالي والشرقي للمدينة، التي أصيبت بالشلل التام ،خصوصا وأن الاحتجاج شارك فيه موظفو القطاعات العمومية وبعض الإدارات والمؤسسات التربوية التي غادرها التلاميذ والمربين، الأمر الذي خلق جوا مشحونا بالمنطقة طيلة نهار أمس.
وقد ساهمت هذه الحركة الاحتجاجية في التفاف جميع مكونات المجتمع المحلي، وانضم إليها أمس عدد من نخبة المدينة الذين حملوا ممثليهم في المجالس المنتخبة وبالأخص منتخبو الجهة الجنوبية في البرلمان مسئولية إقصاء وتهميش بوسعادة.
فارس قريشي