تعزز الميناء الجديد للصيد البحري بالقالة في ولاية الطارف، مؤخرا، برافعة عملاقة ذات حمولة 200 طن، من شأنها تحسين ظروف عمل مهنيي القطاع في الصيانة الدورية لقواربهم وسفنهم، فيما انطلقت عملية استزراع الأسماك بسدود الولاية.
وعلمت النصر من غرفة الصيد البحري وتربية المائيات لولاية الطارف، أن دعم الميناء بالرافعة العملاقة يعد من أهم المطالب المرفوعة للوصاية من أجل تمكين المهنيين من القيام بإصلاح وصيانة سفنهم محليا عوض التنقل للبلد المجاور حيث كانت العملية تستغرق أشهرا وبمبالغ مرتفعة بالعملة الصعبة.
وأكد نفس المصدر أن العملية ستعطي دفعا قويا لنشاط الصيد البحري وتخلق دينامكية وآفاق كبيرة بالقطاع من خلال تشجيع الاستثمار الخاص الوطني والأجنبي، على اعتبار أن توفر الميناء على الرافعة يبقى ضروريا أمام المتعاملين لمزاولة نشاطهم وربح الوقت.
كما تمت برمجة مشروع إنجاز وحدة لصناعة السفن بالميناء الجديد وهو عبارة عن استثمار خاص يدخل حيز الخدمة قريبا، بالإضافة إلى الورشة الثانية لصناعة السفن ببلدية بحيرة الطيور، ما سيعطي الإضافة المرجوة لترقية قدرات القطاع، مع استحداث مواطن شغل للساكنة المحلية.
وتم تدعيم الميناء الجديد بفضاء مخصص لخياطي شباك الصيد البحر، أين شرع في تركيب الهياكل المعدنية تحسبا لتمكنين الحرفيين من مزاولة نشاطهم في ظروف حسنة، ومن ثم توفير الخدمات اللازمة التي يحتاجها مجهزو السفن في ما يتعلق بخياطهم وإصلاح شباكهم محليا، موازاة وأشغال توسيع الميناء على مسافة 120 مترا طوليا وهي العملية التي رُصد لها غلاف مالي قدره 84 مليار سنتيم، ما من شأنه الرفع من قدرات الإنتاج السمكي من خلال الزيادة في طاقة الأسطول البحري من 142 إلى 168 وحدة صيدية و زيادة مساحة الرصيف من 780 إلى 900 متر طولي.
وتطرق المصدر إلى أشغال التهيئة والتوسعة على مستوى المرفأ الذي يكتسي أهمية بالغة كونه يعد أحد ركائز التنمية المحلية والاجتماعية، حيث تراهن السلطات المحلية على هذا القطاع الحيوي لخلق صناعة صيدية واستحداث مواطن الشغل بتنويع مجالات الاستثمارات سواء في البحر وعلى اليابسة، في انتظار انطلاق صيانة الميناء القديم بالواجهة البحرية للقالة والذي رصد له مبلغ 45 مليار سنتيم ضمن البرنامج القطاعي للسنة الجارية.
وتمت برمجة عملية أخرى لتوسعة الميناء بالاستعانة بتقنية تركيب الأرصفة العائمة التي وصلت المرفأ العتيق والتي ستساهم بشكل كبير في توسيع طاقة الرسو والزيادة في قدرات الإنتاج البحري، وكذا تنظيم المسطحات المائية من أجل تجسيد مخطط يضمن توفير أماكن جديدة للرسو والاستجابة لطلبات المستثمرين الراغبين في اقتناء بواخر جديدة للصيد في أعالي البحار، ناهيك عن تطوير الأسطول بالانتقال من قوارب ذات أحجام متوسطة إلى أخرى أكبر حجما، أين يُنتظر الشروع في تركيب الأرصفة العائمة فور الانتهاء من عملية جهر حوض الميناء قريبا.
من جهة أخرى، تم مؤخرا استزراع 200 ألف يرقة من سمك الكارب بسد بوقوس في إطار حملة وطنية، في انتظار أن تمس العملية باقي السدود على أن يوضع منتوجها السمكي أمام الخواص والمستثمرين حسب القوانين المعمول بها، إذ يراهَن على العملية في زيادة وتنويع قدرات الإنتاج السمكي وتوفيره للمستهلكين بأسعار معقولة، كذلك الحال بالنسبة لعملية استزراع آلاف الأصناف من الأسماك في أحواض السقي في سياق دمج نشاط تربية المائيات في القطاع الفلاحي لخلق مناصب الشغل وزيادة المنتوج والاستفادة من مياه تربية المائيات الغنية بالمواد العضوية في السقي الزراعي، وهي العملية التي تتم بالتنسيق مع مصالح الفلاحة.
نوري.ح
