استعادت حقول الطماطم الصناعية وبساتين الأشجار المثمرة الحياة من جديد بمنطقة وادي فراغة الواقعة بأقصى شرق ولاية قالمة، بعد جفاف دام عدة سنوات، بعد أن وصلتها مياه سد بوحمدان منذ أيام قليلة، قاطعة أكثر من 83 كلم بمجرى نهر سيبوس الكبير، أحد أطول الأنهار بشرق البلاد.
و قالت مديرية الموارد المائية بقالمة بان عملية السقي تتواصل بنجاح عبر المجرى الطبيعي لنهر سيبوس من بلدية مجاز عمار غربا إلى وادي فراغة بأقصى الشرق، لتغذية حقول الطماطم الصناعية و الخضر و الفواكه، مؤكدة أن برنامج الإطلاق من سد بوحمدان، سيخضع للتعديل باستمرار حسب المعطيات الميدانية حتى نهاية حملة السقي.
و قد استقبل المزارعون بوادي فراغة مياه السد الكبير عبر مجرى سيبوس بفرح كبير، بعد ان كادت محاصيلهم أن تتعرض للجفاف كما حدث الموسم الماضي عندما جفت الأودية و السدود بقالمة، في واحدة من أسوأ المواسم الزراعية بالمنطقة منذ عدة سنوات.
و تنساب مياه النهر الكبير بهدوء قاطعة السهول الزراعية و الجبال عبر 12 بلدية و أحواض سكانية كبرى، و انتعش محيط السقي الشهير قالمة بوشقوف المتربع على مساحة تقارب 10 آلاف هكتار من أجود الأراضي الزراعية بشرق البلاد، أين تعمل محطات الضخ دون انقطاع لتغذية نظام السقي المكون من شبكة من الأنابيب المدفونة تحت الأرض، و خزانات عملاقة بالمرتفعات المطلة على الحقول الزراعية التي تتعرض لإجهاد كبير متأثرة بموجات الجفاف المتعاقبة على المنطقة.
و كانت وزارة الموارد المائية قد استجابت لطلب السلطات الولائية بتخصيص كمية من احتياطي سد بوحمدان لسقي المحاصيل الزراعية الموسمية، لا سيما الطماطم الصناعية التي تغطي مساحات واسعة من مجاز عمار إلى وادي فراغة على الحدود مع ولاية الطارف، التي يتوقع ان تصلها مياه سيبوس الكبير عندما تتشبع الحقول الزراعية بقالمة، و تخلي سبيل المياه المتدفقة عبر المجرى الطبيعي لتشق طريقها نحو سهول الطارف التي تعاني هي الأخرى من إجهاد مائي كبير.
فريد.غ