شرعت المقاولات المكلفة بأشغال التهيئة وتجديد شبكات المياه المهترئة، ببلدية مجانة شمال ولاية برج بوعريريج، في الأشغال بعد تسوية جميع الاجراءات الادارية والقانونية، بخصوص المشاريع التي شكلت أهم المطالب للساكنة، منذ سنوات، لا سيما ما تعلق منها بإطلاق أشغال تجديد شبكة المياه، بالنظر إلى ضياع كميات هامة بالشبكات القديمة بنسب تتراوح بين 40 إلى 60 بالمائة ببعض الأحياء القديمة.
وقد سبق لوالي الولاية، أن أكد في رده على أهم الإنشغالات المختلفة في الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي الأخيرة، على رصد مبلغ مالي قدره 40 مليار سنتيم، للقضاء على نسب ضياع المياه المتسربة عبر الشبكات القديمة، مع تدعيم حصص البلدية من المياه، كونها لاتزال تعاني من شح مواردها، إذ لا تكفي الكميات التي تتحصل عليها لتغطية العجز والاحتياجات اليومية المتزايدة مع دخول موسم الحر، ما تسبب في انقطاع هذه المادة الأساسية عن الحنفيات لفترات تصل لخمسة أيام.
وشهدت بلدية مجانة، بمناسبة الاحتفالات المخلدة لعيدي الاستقلال والشباب، اطلاق العديد من المشاريع التنموية، فإضافة إلى المشروع الهام لتجديد شبكات المياه، تم الشروع في عمليات لتهيئة الأحياء السكنية والتهيئة الحضرية بوسط المدينة، مع انجاز ازدواجية الطريق الرئيسي، فضلا عن تهيئة تجزئة 54 قطعة وإعادة تأهيل وتهيئة الطرق البلدية. و تأتي هذه المشاريع، استجابة لانشغالات الساكنة التي عمرت لسنوات، وشكاويهم من حالة الإهمال التي تطال مورد المياه على مستوى تجمعاتهم السكانية، لضياع كميات هامة عبر البالوعات وقنوات الصرف، بالنظر إلى قدم الشبكة واهترائها عبر العديد من النقاط، ما يؤدي إلى تسرب المياه وجريانها بحواف الطرق لتصب في البالوعات، في وقت تشهد فيه البلدية شحا وتذبذبا في توزيعها، إذ عادة ما تتحول حواف الطرقات، إلى مجاري للمياه الصالحة للشرب، بسبب انكسار القنوات بشبكة التوزيع عبر العديد من النقاط، والأحياء السكنية، قبل تدخل فرق الصيانة لتصليحها.
ولم تعد عمليات الترقيع للشبكة، حسب السكان مجدية، كونها لم تعد كافية لتغطية العيوب، إذ عادة ما تسجل تدخلات لفرق الصيانة في كل مرة إلى مواقع التسربات، لتصليح مواقع الانكسار، لكنها عادة ما تسجل على مستواها تسربات جديدة، ناهيك عن تضرر الشبكة واهترائها بالعديد من النقاط، ما تطلب اطلاق عمليات لتجديدها، كون أن المشكل أصبح يتجاوز فرق الصيانة، التي تدخلت في الكثير من المرات على مستوى النقاط السوداء، في ظل قدم القنوات التي يعود تاريخ انجازها الى عقود مضت، ما أوجد صعوبة في ربط الأجزاء المتضررة من القنوات، حيث عادة ما يسجل نفس المشكل وتحطم القناة بعد مضي أيام قليلة من عملية تصليحها.
ويرتقب أن تسمح المشاريع المسجلة بتجديد الشبكات، ومن ذلك الحد من نسب الضياع والتسربات التي تزيد من مشكل شح المياه بالمدينة، واعفاء المواطنين من رحلة البحث عنها والتكاليف الباهظة لتزويد سكناتهم بمياه الصهاريج، التي تبلغ حوالي ألف دينار.
ع/بوعبدالله