قام مواطنون بمنطقة الطلبة في بلدية أولاد عدي القبالة شرق المسيلة، بإمكانياتهم الخاصة والبسيطة وفي عملية تطوعية، بشق طريق جبلية وعرة وسط الغابات والأحراش على مسافة حوالي 3 كلم، تربطهم ببلدية غيلاسة التابعة لولاية برج بوعريريج المجاورة.
قرية الطلبة التي تبعد بحوالي 15 كلم عن مركز البلدية والطريق الوطني 40، كانت إبان الثورة التحريرية مركزا لعبور وإيواء المجاهدين الذين كانوا يتخذون من جبال المنطقة حصنا منيعا. سكان المنطقة الذين يحتفظون بكثير من الذكريات عن ثورة التحرير المجيدة وهمة الآباء والأجداد في تآزرهم وتوادهم وفي الحفاظ على تماسكهم، لاسيما في العمل التطوعي، التفوا حول فكرة فك العزلة عن القرية وربطها ببلدية غيلاسة المجاورة التي لا تفصلهم عنها سوى 6 كلم فقط، لتتحول إلى واقع بعدما قاموا بشق الطريق بجهدهم العضلي وباستعمال بعض الآليات التي تم استئجارها من الخواص.
وكللت جهود المواطنين بالنجاح بعدما تمكنوا خلال أشهر من انطلاق العملية، من توطئة نصف المسافة، قبل أن تتوقف مؤخرا بسبب ضعف إمكانياتهم المادية وما تتطلبه الأشغال من آليات ضخمة وتقنيات وحدها السلطات المحلية قادرة على توفيرها من أجل شق هذا الطريق الذي من شأنه أن يعود بالنفع على المواطنين ويبعث حركية اقتصادية وينعش السياحة الغابية والجبلية بالمنطقة، خاصة وأن جبل سحاب يرتفع على علو 1200 متر عن سطح البحر.
ويقول أحد المتطوعين من سكان الطلبة، عيسى دغيش، بأن السكان يثبتون أن أي عمل جماعي لا يمكن له سوى أن ينجح وتتحقق أمنياتهم في وصل رحمهم مع أصهارهم وأقاربهم وجيرانهم بمنطقة غيلاسة بولاية برج بوعريريج، مضيفا أن إحياء «التويزة « ببعدها الإنساني في كل مرة جعلهم يتغلبون على صعوبات الحياة المختلفة بهذه المنطقة الوعرة والتي عانت من ويلات الاستدمار الفرنسي، وفيما بعد سنوات التسعينيات، إلا أنهم تجاوزوا كل ذلك بإرادة من فولاذ وبتلاحم وتماسك منقطع النظير.
وأشار السكان إلى أن قرية الطلبة تزخر بمقومات سياحية وتاريخية، ما يمكنها من تحقيق وثبة تنموية، داعين السلطات المحلية بالولاية، لمساعدتهم على تجسيد بداية مشروع هذه الطريق وكذا الحد من مشاكل نقص مياه الشرب، حيث كانوا قد قاموا فيما سبق، بحفر آبار ارتوازية ومد شبكات التوزيع عن طريق التطوع، إلا أنها لم تنه أزمة العطش التي زادت حدتها، مؤخرا، بعد أن تراجع منسوب مياه الآبار.
فارس قريشي