كشف مدير السكن لولاية الطارف، في اتصال مع «النصر»، عن برمجة مشروع ترميم المدينة القديمة بأحياء واجهة البحر بالقالة، ضمن برنامج أولوية القطاع لسنة 2025. وتبذل السلطات المحلية مساع كبيرة لرفع التجميد عن مشروع ترميم البناءات القديمة التي توجد في حالة كارثية، بعد أن تقرر تجميد المشروع من قبل الوصاية في وقت سابق، بسبب إجراءات التقشف.
وقد تعالت نداءات الجمعيات والمنتخبين، مؤخرا، بضرورة تدخل السلطات المحلية لدى الجهات المركزية، لرفع التجميد عن مشروع ترميم المدينة القديمة التي تعود إلى القرن 16، بعد أن باتت عدة أحياء مهددة بالسقوط وهو ما تؤكده شهادات إدارية مسلمة للمعنيين من قبل مصالح الحماية المدنية، تثبت تعرض سكناتهم لأضرار بفعل مخلفات العوامل الطبيعية، خاصة الأمطار التي تبقى وراء الانهيارات الجزئية التي تحدث بين الحين والآخر، مشيرين إلى أن القاطنين بهذه المباني العتيقة، يعانون ظروفا مزرية وسط حالة من الرعب والذعر خوفا من حدوث أي طارئ، خاصة خلال تساقط الأمطار التي تسببت في تصدع بيوت العديد وتسجيل انهيارات جزئية على مستوى الأسقف والجدران والسلالم الخشبية، مع إتلاف الأغراض المنزلية، وضعية تقول جمعية حماية المدينة القديمة، بأنها دفعت بالسكان في كل مرة أثناء التقلبات المناخية، للفرار خارج بيوتهم وقضاء الليلة في العراء رفقة ذويهم، خوفا من انهيار سكناتهم الهشة فوق رؤوسهم.
وقال المكلف بالعمران في بلدية القالة، بأن وزارة السكن كانت قد خصصت للمدينة عملية واسعة لإعادة ترميم كل المباني وعددها 350 بناية، ويؤكد المصدر، أنه تم إعداد الدراسة التقنية الخاصة بترميم المدينة القديمة أوكلت لمكتب إيطالي وتم عرض نتائجها خلال اجتماع في مقر الولاية، أين كانت الأشغال مبرمجة للانطلاق قبل نهاية 2015، بعد إسناد المشروع الذي رصد له مبلغ 280 مليار سنتيم، لشركة أجنبية، قبل أن تقرر الوزارة الوصية تجميد العملية بسبب سياسة التقشف. وأشارت مصالح بلدية القالة، إلى أنه تم التكفل بترحيل أغلب العائلات المقيمة في الأحياء الهشة بالمدينة القديمة، نحو شقق جديدة، في إطار السكن الاجتماعي وبرنامج القضاء على السكن الهش، بغرض السماح للجهات المعنية بالتدخل لترميمها، إلا أنه سرعان ما تم احتلال المباني القديمة من طرف آخرين وأقارب المرحلين من غرباء عن المنطقة، في مسعى للظفر بسكن، في حين تمت مناشدة الولاية لاتخاذ كل الإجراءات لمعالجة هذا الملف بما في ذلك اللجوء لاستعمال القوة العمومية لإخلاء المنازل من القاطنين غير الشرعيين، في انتظار انطلاق أشغال إعادة ترميم المدينة القديمة وكل أحياء واجهة البحر.
وأكدت مصادر من ديوان الترقية والتسيير العقاري، أنه تم ترحيل أزيد من 80 بالمائة من سكان الأحياء القديمة نحو سكنات لائقة وقد تم الانتهاء من تحضير الملف الخاص بتهيئة المدينة القديمة للقالة التي رصد لها مبلغ يفوق 280 مليار سنتيم، غير أن العملية جمدت منذ 2015 بسبب التقشف.
وكان والي الطارف، قد كشف في تصريح إعلامي، مؤخرا، عن برمجة ترميم مشروع المدينة القديمة بالقالة ضمن برنامج 2025، مع إحداث دراسة معمقة على المشروع، بغية إعطاء المدينة الوجه العمراني اللائق بها، خاصة وأنها تبقى معلما تاريخيا ووجهة سياحية من داخل الوطن وخارجه.
نوري.ح
