شرعت مؤسسة سيدار الحجار بعنابة، أمس، في تزويد المؤسسة الوطنية للأنابيب وتحويل المنتجات المسطحة، إحدى فروع مجمع إيميتال، بـ 928 طنا من اللفائف المدرفلة على الساخن، تنقل عبر 20 قاطرة.
وحسب المديرية العامة لمركب سيدار الحجار للحديد والصلب، فإن هذه الحمولة تضاف إلى 7600 طن التي تم تزويد المؤسسة الوطنية للأنابيب المختصة في إنتاج الأنابيب الحلزونية بها ومختلف منتجات جر ونقل السوائل. ووفقا للمصدر، فإن العقد المبرم بين مؤسسة سيدار الحجار والمؤسسة الوطنية للأنابيب وتحويل المنتجات المسطحة، ينص على تزويد وحدات «ألفابايب» بكمية تساوي 18900 طن من اللفائف، إلى غاية 15 ديسمبر المقبل.
وجاء توقيع هذه الاتفاقية الإستراتيجية، بتاريخ 15 ديسمبر 2023، بعد سنوات من توقف مركب الحجار تزويد «ألفابايب» باللفائف، بسبب عدم توفر بعض المعايير في المنتج المستخدم في صناعة الأنابيب، حيث نجح سيدار الحجار في تحسين الإنتاج والوصول إلى الجودة والمعايير المطلوبة، ما سيسمح بتوفير احتياجات «ألفابايب» من اللفائف الحديدية والتي تصل إلى قرابة نصف مليون طن سنويا، كانت تستورد من الخارج.
كما يرمي العقد الجديد بين المؤسستين، لضمان جهود مجمع «امتيال» للتعدين والبناء، في تحقيق تكامل بين جميع الفروع الصناعية في مجال الحديد والصلب وتوفير المواد الأولية بالإمكانيات الوطنية بدل جلبها من الخارج بمبالغ معتبرة بالعملة الصعبة، حيث تستهلك المؤسسة الوطنية لصناعة الأنابيب سنويا، أزيد من 400 ألف طن من اللفائف الحديدية، بعد رفع قدراتها الإنتاجية التي كانت في حدود 200 ألف طن.
ووفقا لمصادرنا، فقد كانت تعتمد فروع «ألفابايب» في السنوات الماضية، على مركب سيدار الحجار، في توفير اللفائف الحديدية التي تحمل مميزات تقنية خاصة، لإنتاج مختلف منتجات الأنابيب الحلزونية وبسبب فقدان المركب لبعض المعايير المتعلقة بمطابقة المنتج المعتمد في صناعة الأنابيب المُلحمة، وفقا للمعايير العالمية المعتمدة والمفروضة من قبل الزبائن والتي يتراوح فيها سُمك الحديد المسطح الذي يخرج على شكل لافائف ما بين 60 و 52 «بار»، بالإضافية إلى مؤشرات أخرى لتقييم جودة المنتج على مستوى مخابر المؤسسة، ما جعلت «ألفابايب» تتوجه لاستيراد هذا النوع من اللفائف من عدة دول، منها ألمانيا وكوريا.
وخلال اللقاء بين مسؤولي سيدار الحجار والمؤسسة الوطنية لصناعة الأنابيب، تعهد سيدار بالعمل على توفير المنتج الذي يتوفر على المعايير التي تطلبها «ألفابايب»، بعد نجاحها في مطابقة نظام الجودة لعدة منتجات يقوم الحجار بتصديرها إلى الخارج، ضمن برنامج يجري العمل عليه لمطابقة جميع المنتجات وفق المعايير الدولية.
وفي هذا الإطار، يعمل مركب الحجار على إجراء عمليات إعادة تأهيل وعصرنة على مستوى وحدات الدرفلة على الساخن، لضمان منتوج بالمعايير المطلوبة، منها اللفائف الموجهة للزبائن، على غرار «ألفابايب»، كما ينتظر اقتحام مصنع بلارة للحديد والصلب، مجال إنتاج اللفائف الحديدية المطلوبة في تصنيع الأنابيب الحلزونية، بهدف خلق نسيج صناعي وطني وعدم استيراد المواد الأولية الأساسية في التصنيع من الخارج .
وحسب مصادرنا، فإن «ألفابايب» سترفع قدرتها الإنتاجية، مع إعادة تشغيل وحدة إنتاج الأنابيب الملحمة على مستوى بطيوة في ولاية وهران، بعد قرار الدولة ضمها إلى الممتلكات العمومية، بناء على حكم المصادرة المنفذ على مجمع حداد، حيث يتم العمل حاليا على تشغيلها لتعود للإنتاج، إلى جانب وحدتي عنابة وغرداية.
وتستحوذ «الفابايب» على حصة معتبرة من مشاريع مد شبكات نقل المواد البترولية والغازية، من خلال العقود الموقعة مع عدة زبائن، منها شركة كوسيدار والشركة الوطنية للسدود وترقب صفقات مع سوناطراك ونفطال، لتسليم أنابيب بجودة عالية ووفقا للمعايير الدولية، كسرت هيمنة شركات أجنبية على السوق الوطنية في السنوات السابقة، بفضل المزايا التفضيلية التي منحتها الدولة، مؤخرا، للمؤسسات الوطنية في الظفر بالصفقات الكبرى، مقابل تقديم منتوج وفق المعايير التنافسية.
واستطاعت المؤسسة الوطنية لصناعة الأنابيب «ألفابايب»، استرجاع مكانتها بالسوق الوطنية، اعتمادا على خبرتها على مدار 50 سنة من الوجود وتلبية جميع طلبات الشركات الوطنية في مجال نقل البترول والغاز وكذا المياه وبجودة عالية ووفقا للمعايير الدولية المعمول بها، رغم المنافسة مع الشركات الأجنبية في مجال توريد الأنابيب المُلحمة ومحاولة شركات خاصة التي قامت الدولة بالحجز على أصولها، الاستحواذ أيضا على الصفقات التي كانت تبرم مع المؤسسات الصناعية الكبرى .
كما اقتحمت مؤسسة «ألفابايب»، مجددا، مجال إنتاج أنابيب نقل المياه الصالحة للشرب وبعض المواد البترولية والغازية، حيث تضمن وحدات الشركة منتجات موجهة خصيصا لجر المياه، مصنعة وفق تقنيات حديثة تمنع تسرب وانفجار الشبكات أو تعرضها للصدأ، بفضل التغليف الداخلي والخارجي وكذا سمك الحديد الذي يصل إلى 27.4 ميليمترا.
حسين دريدح